تقود المملكة العربية السعودية، منذ مصالحتها مع إيران، مساع حثيثة من أجل إقناع عدد من الدول العربية من بينها المغرب من أجل تليين موقفها تجاه نظام بشار الأسد في سوريا للعودة إلى الجامعة العربية وفك عزلتها الإقليمية.

وتبذل المملكة العربية السعودية جهودا كبيرة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية لإقناع المغرب بالقبول بعودة النظام السوري للجامعة العربية، حيث أجرى وزير الخارجية السعودي اتصالا هاتفيا مع نظيره المغربي ناصر بوريطة نهاية الأسبوع المنصرم، تناولا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات ذات الاهتمام المشترك، والتي رجحت تقارير إعلامية أن يكون من بينها ملف عودة سوريا للجامعة العربية.

وحسب مراقبين فإن مساعي السعودية يقابلها المغرب حتى الساعة بالرفض في غياب ضمانات واضحة والتزامات تبقي سيادته الكاملة واستقرار فوق اعتبارات التشويش.

المراقبون يؤكدون أن عدم تفاعل وزارة الخارجية المغربية مع الاتصال السعودي يوضح  تمسّك المملكة بموقفها الرافض لنقطة التطبيع مع نظام بشار الأسد الذي يتوافق والمخططات التي تقودها إيران ضد المملكة من خلال تمويل الجبهة الانفصالية وتزويدها بالطائرات المسيرة “لتقويض الأمن والسلم في المنطقة”.

ويرى المراقبون أن السعودية تحاول إعادة بشار الأسد للجامعة العربية، كنتيجة لتفاهمات إقليمية كبرى أعقبت اتفاق المصالحة الذي وقعته مع إيران برعاية صينية، مشددين على أن وقوع سوريا تحت الوصاية الإيرانية المزعزعة للاستقرار العربي والمغاربي وتقاربها مع الجزائر هو الذي دفع المغرب إلى التعبير عن التحفظ من عودة سوريا للجامعة العربية.

ويشترط المغرب حسب خبراء، الحصول على ضمانات كافية بعدم انخراط سوريا في الأجندات الإيرانية وعدم تحولها لمصدر تشويش على مصالح المملكة داخل أروقة الجامعة من أجل موافقته على عودة نظام بشار الأسد للجامعة العربية.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قد نقلت عن مصادر دبلوماسية عربية أن خمسة أعضاء على الأقل من جامعة الدول العربية، من بينهم المغرب والكويت وقطر واليمن، يرفضون إعادة النظام السوري إلى الحضن العربي، مضيفين أن مصر أيضاً التي أحيت العلاقات مع النظام السوري في الأشهر الأخيرة، وهي حليف قوي للسعودية، تقاوم القرار.

التعليقات على هل تنجح السعودية في إقناع المغرب بقبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية؟ مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

انطلاق خدمات 15 مؤسسة صحية بجهة العيون الساقية الحمراء

أعطى وزير الصحة والحماية الاجتماعية البروفيسور خالد ايت طالب، يوم الجمعة 17 ماي 2024، بمعي…