غزلان ميسة
يعتبر رمضان فرصة لعدد كبير من المغاربة المدمنين عن التدخين، سواء السجائر العادية أو الإلكترونية، وغيرها من العادات السيئة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان، من أجل الانطلاق الفعلي، في رحلة الإقلاع النهائي عن هذه العادة السيئة، التي تضرّ أيضاً بجيب المدمن وتساهم في خلق مشاكل اجتماعية واقتصادية في العديد من الأحيان.
من جانبه أوضح الدكتور قاسم الزواق، أخصائي في أمراض الجهاز التنفسي بالدار البيضاء لـ “الأول”، أن “شهر رمضان فرصة سنوية يجب استغلالها من أجل إقلاع فئة من المغاربة المدمنين عن التدخين ، وجب الاستفادة منها، وبداية مرحلة جديدة من أجل الابتعاد عن هذه العادة المضرة بصفة نهائية”.
وتابع الزواق،” بأن فكرة الابتعاد عن هذه العادة سيئة تراود العديد من المغاربة، في هذه الفترة، لكن خوضها، ليس مهمة سهلة، وهو يتطلب جهدا، وإرادة قوية لتحمل مدة أكثر لأن جسم الإنسان يصبح متعودا على مادة النيكوتين وبالتالي يتطلب الأمر نوعا من العزيمة ورغبة لمقاومة نشوة التدخين. لهذا يجب على الراغبين في الإقلاع عن التدخين اللجوء إلى مساعدة المختصين، للخروج بالنتائج الإيجابية في ظرف وجيز”.
وأضاف، أن “مشكلة التخلص من تدخين السجائر تتجلى في أمر مهم، هو الصمود أمام الأعراض الجانبية أثناء فترة الإقلاع، والاستمرار في المقاومة”.
وقال الزواق في هذا الصدد: “بالنسبة للأعراض فهي غير مقلقة و عادية، بسبب عدم تلقي الجسم كميات كافية من مادة النيكوتين طيلة اليوم”.
وأشار المختص، أن أبرز هذه المشاكل الصحية التي ترافق جسم الإنسان خلال هذه الفترة، تتجلى في بعض الآلام على مستوى الرأس والشعور بالدوران وكذلك بعض مظاهر التوتر والقلق خاصة في الأيام الأولى”.
وقال الزواق، “أنه لا يوجد حالات كثير تتوافد علينا داخل العيادة من أجل الإقلاع عن هذه المادة السامة التي تنخر جسم الإنسان ببطء إلا حالات قليلة أو يكون شخص قد اكتشف إصابته بأحد الأمراض الخطيرة مثل السرطان، ويلجأ إلى المختص من أجل تقديم المساعدة الطبية، أو وسائل بديلة لتسهيل عملية الإقلاع عن التدخين لكن إذا كان المرض في مراحل متقدمة يصعب استجابة الجسم للعلاج”.
كما نبّه الدكتور إلى” أن أبرز الأمراض التي يتسبب فيها التدخين هو سرطان الرئة، وسرطان الحلق، وسرطان المعدة، وأمراض الجهاز التنفسي، والقلب والشرايين، الجلطات وغيرها، لكن يعتبر سرطان الرئة من أكثر السرطانات الشائعة والخطيرة والتي تصيب الأشخاص المدمنين على التدخين”.
وأوضح المصدر، ذاته أن “أول شيء يعتمده الأطباء في المراحل الأولى من العلاج هو تشخيص الحالة أولا، لمعرفة أبرز المشاكل الصحية التي يعاني منها المريض وهل بالفعل يتوفر على إرادة ورغبة القوية للعلاج من أجل الخروج من الادمان.. ومن خلال هذا اللقاء التواصلي أو التشخيص الأولي يتم طرح العديد من الأسئلة على المريض لمعرفة مدة الإدمان على السجائر وما إذا كان يعاني من أمراض مزمنة، وكيف بدأ أول مرة وهل هناك مدخنين غيره من أفراد عائلته.. بعد ذلك، يتم تتبع الحالة، والنقص بشكل تدريجي في كميات استهلاك السجائر عوض 20 سيجارة في اليوم مثلا يتم تعويضها بـ 5 سجائر إلى أن يتم الإقلاع بصفة نهائية”.
ومن أهم النصائح التي كشف عنها الأخصائي في تصريحه، أنه على الراغبين في الإقلاع عن التدخين، “ممارسة التمارين الرياضية، وشرب الكثير من الماء بعد الإفطار، والابتعاد عن المقاهي خلال هذه الفترة وكذلك عن المدخنين، لأن الجلوس لساعات طويلة مع مدخنين تصعّب عملية الإقلاع وأحيانا يكون سبباً رئيسياً وراء فشل الكثير من محاولات الإبتعاد عن هذه العادة السيئة التي تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان”.
ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر
يوسف احنصال شارك فريق من مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع، يضم ذ. عبد …