أطلقت الشركة المغربية الناشئة (مولدياغ)، فرع مؤسسة “مصير” (MAScIR)، التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، امس الجمعة، أول اختبار (BCR-ABL) مغربي مائة بالمائة بتكلفة معقولة لتشخيص سرطان الدم،
و ذلك من خلال مضاعفة التضخيم النوعي والكمي بالمختبر لكشف وقياس الأحماض النووية لـ (ARNm) لجين الدمج (BCR-ABL) والجين المرجعي (ABL).
وأبرزت (مولدياغ)، في بلاغ لها، أن « هذا الاختبار اجتاز جميع المراحل اللازمة للحصول على ترخيص التسويق الصادر عن وزارة الصحة وعلى علامة (CE) التي تثبت امتثالها لأكثر المتطلبات صرامة في أوروبا ».
وأضاف المصدر ذاته أن (مولدياغ) تروم، من خلال إنتاج هذا الاختبار، الذي سيتم تكييف سعره مع التحديات البشرية التي يفرضها سرطان الدم النخاعي المزمن (LMC)، وهو مرض يصيب أكثر من 2400 شخص، بينما تم تشخيص 640 منهم فقط، المساهمة في الأمن الصحي للمملكة، مشيرا إلى أن هذا الإجراء ينسجم تماما مع الاستراتيجية الوطنية لتعميم التغطية الصحية، والاستراتيجيات الوطنية في مجال تصنيع المنتجات والتكنولوجيات الصحية، وكذا الاستراتيجيات القارية للصحة العمومية.
وأوضحت شركة (مولدياغ) أن سرطان الدم النخاعي المزمن هو سرطان دم يتميز بالإنتاج المفرط للحبيبات (نوع من خلايا الدم البيضاء) من نخاع العظام، مسجلة أن التكفل بالتشخيص والعلاح (المرتبطان ارتباطا وثيقا) الخاص بهذا المرض تطورت كثيرا خلال السنوات العشرة الماضية.
وتابعت بأن الفهم الجزيئي للمرض وإمكانية توفير علاجات مستهدفة تسمى « ITK » (مثبطات كيناز التيروسين)، التي تعمل على الخلل الوظيفي الجزيئي الخاص بسرطان الدم غيرت مصير المرضى بشكل تام، مشيرة إلى « أننا انتقلنا من مرض قاتل إلى مرض يمكن علاجه والتحكم فيه تماما بالنسبة للمرضى الذين يتلقون العلاج المناسب ويتحملونه بشكل جيد ».
وللاستفادة من العلاج المناسب، توصي (مولدياغ) المريض بالحصول على آلية تشخيص موثوقة قادرة على إظهار منتج ناتج عن الطفرة التي تسم هذا المرض: جين الدمج (BCR-ABL) الذي يتم البحث عنه بشكل منهجي قبل أي اشتباه بالإصابة بسرطان الدم النخاعي المزمن.
وكانت الهيئة العليا للصحة قد أوصت، مؤخرا، بالبحث عن نسخة دمج (BCR-ABL) من خلال (RT-PCR) للتشخيص الأولي لسرطان الدم النخاعي المزمن والقياس الكمي لنفس النسخة من خلال (RT-QPCR) كل ثلاثة أشهر، لتتبع المرضى الذين يتم علاجهم بـ « مثبطات كيناز التيروسين ».
ويتم إجراء تحليل (RT-PCR) على عينة من الدم؛ وهي التقنية الأكثر حساسية للبحث عن جين (BCR-ABL)، قصد رصد خلية سرطان الدم بين أكثر من 100 ألف خلية عادية.
وبالنسبة لـ « مثبطات كيناز التيروسين »، فإن الأدوية الجنيسة متوفرة بشكل متزايد في السوق المغربية، مما يجعل العلاج أكثر سهولة. ومع ذلك، يتعين بذل الجهود في ما يتعلق باختبار (PCR)، الذي يكون سعره مكلفا، ولا يتم، بحسب جمعيات المرضى، التكفل به دائما أو بشكل منتظم، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على المرضى، وخاصة ذوي الدخل المحدود.
يشار إلى أن « مصير » هي مؤسسة غير ربحية تابعة لجامعة محمد السادس المتعددة التخصصات، أنشئت سنة 2007 بهدف تعزيز وتطوير مراكز البحث التكنولوجي في مجالات المواد والتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات الدقيقة وعلوم الحياة، من خلال توجيه مبادراتها نحو البحث التطبيقي والابتكار لتلبية احتياجات السوق.
أما « مولدياغ » (www.moldiag.ma)، فرع مؤسسة « مصير »، فهي شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية الطبية، متخصصة في إنتاج وتسويق الاختبارات التشخيصية الجزيئية ذات الاستخدام المهني، وشاركت بفعالية ونجاح في ضمان سيادة المملكة المغربية خلال الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19.