أيمن عنبر*
بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على مقتل الطالب، بنعيسى آيت الجيد، بجوار أسوار جامعة ظهر المهراز بالعاصمة العلمية فاس، ها قد وصلت القضية اليوم إلى مراحلها النهائية إذ ينتظر أن تستمع المحكمة الأسبوع المقبل إلى مرافعات هيئة دفاع المتهم، عبد العالي حامي الدين، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية.
وقد استمعت غرفة الجنايات الابتدائية برئاسة القاضي محمد لحية لساعات طويلة إلى مرافعات هيئة دفاع الطرف المدني، بالإضافة إلى مرافعة الوكيل العام للملك، في انتظار مواصلة الاستماع إلى مرافعة هيئة دفاع المتهم، قبل إدراج الملف في المداولة ليقول القضاء كلمته الأخيرة حول الأحداث التي تسعى عائلة الراحل بنعيسى آيت الجيد لمعرفة حقيقتها الكاملة في محاولة لاسترجاع حق ابنها قبل حوالي ربع قرن.
وحسب ما تنص عليه مقتضيات المادة 427 من قانون المسطرة الجنائية، فإن المحكمة تستمع إلى مرافعات دفاع الطرف المدني، ثم مرافعة النيابة العامة، وأخيرا مرافعات هيئة دفاع المتهم المتابع من أجل “المساهمة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد”.
مصير ملف آيت الجيد لم يتم حسمه بعد ومازال قيد الشد والجذب، ومازالت الحقيقة تقطع مشوارها بتؤدة وبطء في حقل الاتهامات والتسييس، فيما تؤمن أسرة بنعيسى أنه لابد للحقيقة يوما أن تنجلي.
وتشهد القضية التي يتابعها الرأي العام المحلي انقساماً داخل الجسم الحقوقي والسياسي في المغرب، فهناك مجموعة تصطف إلى جانب عائلة الطالب الراحل، محمد بنعيسى أيت الجيد، التي تطالب بـالإنصاف وكشف الحقيقة في ملف الاغتيال الذي حصل أثناء فترة الصراع بين التيار اليساري، الماركسي القاعدي، والتيار الإسلامي بالجامعة المغربية عموماً وجامعة مدينة فاس خصوصاً.
بينما تصطف مجموعة أخرى إلى جانب السياسي والباحث الأكاديمي والمستشار البرلماني السابق عبد العالي حامي الدين، معتبرة أن إعادة محاكمته من جديد في قضية قال القضاء كلمته فيها، تكتسي طابعاً سياسياً الغاية منه الانتقام من حامي الدين.
* صحافي متدرب
مجلس المستشارين يشرع في المناقشة العامة لمشروع قانون المالية لسنة 2025
يشرع مجلس المستشارين، اليوم الأربعاء، في المناقشة العامة لمشروع قانون المالية رقم 60.24 لل…