أصبح مفروضا على وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، الخروج عن صمته حول ما شاب الدورة 22 من المهرجان الوطني للمسرح التي نظمت بتطوان، والاستجابة إلى مطلب مجموعة كبيرة من المسرحيين الخاص برحيل مدير مديرية الفنون بالوزارة، هذا الأخير يحملونه مسؤولية التنظيم “الكارثي” للمهرجان، بالاضافة إلى سوء تعامله مع بعض الفرق المسرحية التي تشتكي “الاقصاء” بسبب مواقفها وما عبرت عنه خلال هذه النسخة.
وكشفت الممثلة المغربية هاجر حاميدي عضوة فرقة “مسرح أكون” التي شاركت في المهرجان الوطني للمسرح بمسرحية “حدائق الأسرار” الحائزة على جائزة العمل المتكامل خلال حفل اختتام الدورة 23 لأيام قرطاج المسرحية، (كشفت) أن “مسلسل المضايقات التي تعرضت لها الفرقة من طرف مدير الفنون بوزارة الثقافة إنطلق قبل المهرجان، وذلك عندما تزامن تنظيم المهرجان الوطني للمسرح مع أيام قرطاج، حيث طلب منهم المدير أن يختاروا بين المشاركة في قرطاج أو المهرجان الوطني قبل أن يتدخل ديوان وزير الثقافة ويطلب منه التراجع وعدم الضغط على الفرقة”.
وقالت حاميدي في اتصال مع الأول”: “لقد طلب منا مدير الفنون الاختيار بين المشاركة في مهرجان أيام قرطاج أو المهرجان الوطني قبل أن يتدخل ديوان وزارة الثقافة، وبعد أن تمّ تأخير المهرجان الوطني استطعنا المشاركة في تونس وحصد أربع جوائز من أصل 6، في حصيلة غير مسبوقة وتعطي قيمة للمسرح المغربي، كلّ هذا بالرغم من أن مديرية الفنون لم تكثرت لمشاركتنا الوازنة، فحتى تذاكر الطائرة لم توفرها لنا، وعندما عدنا إلى المغرب جميع المنابر الصحفية المغربية والعربية تحدثت عن الانجاز وحدها وزارة الثقافة ومديرية الفنون لم تكن معنية بذلك وأدارت لنا ظهرها”.
وتابعت حاميدي: “لقد عبرنا بقوة عن احتجاجنا بسبب التنظيم الكارثي للنسخة 22 من المهرجان الوطني للمسرح، يوم عرض المسرحية بعد أن وجدنا غياب أبسط الوسائل التقنية في القاعة، لا سلالم ولا إضاءة، حتى أن العرض تأخر حوالي 45 دقيقة، عندها خرج المخرج محمد الحرّ ليوجه كلمة للجمهور الذي حضر من مختلف المدن المغربية من أجلنا، وأكد في كلمته على أننا سنلعب المسرحية لأجل الجمهور لا غير، وهي الكلمة التي لم ترق مدير الفنون والمنظمين.. لنتفاجأ بإقصائنا من الفيديو الختامي للمهرجان الذي تمّ اقتطاع جزء منه يهمّ المسرحية التي شاركنا بها من دون الحديث عن كيفية رشحت لجنة التحكيم الفائزين”.
وأضافت الفنانة المسرحية: “لقد تمّ الانتقام منا..، وهو الأمر الذي لن نسكت عنه حتى تتمّ إقالة مدير الفنون بوزارة الثقافة وهو مطلب يرفعه جميع المسرحيين الذين شهدوا التنظيم غير الاحترافي لمحطة مهمة مثل المهرجان الوطني للمسرح”.
وبالعودة إلى ما جرى خلال النسخة 22 من المهرجان الوطني للمسرح بتطوان، قالت حاميدي: “خلال الحفل الافتتاحي صعد الخشبة الكوميدي طاليس الذي أوكلت له مهمة التقديم، ومع احترامي له كشخص ناجح فيما يقدمه، لكن المهرجان الوطني للمسرح كحدث مهمّ بالنسبة للمسرحيين ولحظة ثقافية لها رمزيتها وقيمتها، لا يمكن القبول بأن يقدمه شخص بعيد عن هذا الميدان بالاضافة إلى أن فدوى الطالب التي صعدت معه الخشبة وشاركته التقديم، والتي كانت ترتدي “بيجامة” في مشهد تابعه واستكره الجميع”.
وأشارت ذات المتحدثة إلى أن “الهدف من الاحتجاج الذي أقدم عليهم المسرحيون ليس بسبب الجوائز، بل إن ما جرى في المهرجان كانت النقطة التي أفاضت الكأس، خصوصاً أن المدير المذكور قام بخروقات قانونية ومهنية تستوجب المساءلة والمحاسبة وبعدها الإقالة من منصبه”.
وأضافت: ” هناك العديد من المكتسبات التي تمّ التفريط فيها في عهد هذا المدير أولها التراجع على إعتماد ميزانية خاصة بالورشات، وأخرى خاصة بالتوطين المسرحي رغم اننا كفرق مسرحية تعاقدنا مع الوزارة على ثلاث سنوات تمّ التحجّج بالجائحة ولم تستمر”. أيضاً، تقول حاميدي:” وقع التراجع على الإقامات الفنية التي كانت تمنح للفرق المسرحية، وحتى الدعم المسرحي أصبح هزيلاً بالمقارنة مع السنوات الماضية، كل هذا يجعل من المديرية مسؤولة مباشرةً على تدهور الوضع المسرحي مما ينعكس سلباً على وضعية المسرحيين”.
من جهة أخرى يشهد الوسط المسرحي غلياناً غير مسبوق وغضباً بسبب ماعرفته النسخة 22 من المهرجان الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة بمدينة تطوان، حيث أن بعض الوجوه المسرحية المعروفة خرجت منددةً بـ”سوء التنظيم” ومنهم من لمّح إلى أنه جرت أمور “غير مهنية” تمّ من خلالها “منح” الجائزة الكبرى للمهرجان لمسرحية “غيتة” للمخرج إدريس الروخ، في حين أن هناك مسرحيات مشاركة سبق وأن نالت جوائز دولية أحقّ بالجائزة، مُحمّلين المسؤولية الكاملة لمدير الفنون، فهل يستجيب الوزير بنسعيد لهذه المطالب ويقيل مدير الفنون من منصبه؟
ملف “إيسكوبار الصحراء”.. النيابة العامة تردّ على طلبات الدفاع بخصوص استدعاء أحمد أحمد ومسؤولين في البرلمان
في أول ردّ لها على طلبات دفاع المتهمين في ملف مابات يعرف بأسكوبار الصحراء، المعتقل على خلف…