شكل تعزيز سبل الإسهام البرلماني في الدفع بالعلاقات بين المغرب ودول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (ميركوسور)، خصوصا ما يتعلق بدعم مسار الاندماج الاقتصادي والنهوض بالتعاون الثقافي، محور مباحثات أجراها، اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، مع رئيس برلمان الميركوسور، بيتار نافارو توماس إينريكي.
وأوضح بلاغ لمجلس المستشارين أن الجانبين تطرقا أيضا، بهذه المناسبة، إلى سبل تعزيز التعاون البرلماني بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية بكل تكتلاتها البرلمانية، ولا سيما عبر المنتدى البرلماني إفريقيا-أمريكا اللاتينية “أفرولاك”، باعتباره فضاء لتنمية التفاعل الإيجابي والحوار البرلماني جنوب-جنوب، حيث أكدا استعدادهما المشترك لبذل مزيد من الجهود لترسيخ مأسسة هذه الشبكة بين الجهوية المستقلة للبرلمانات الوطنية في المنطقتين.
وفي هذا السياق، نوه ميارة بالمستوى الجيد للعلاقات الثنائية مع دول هذا التجمع الإقليمي الكبير الذي يضم كلا من البرازيل والأرجنتين والباراغواي والأوروغواي، خاصة في المجالات الثنائية، مذكرا بالزيارة الملكية التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى بعض دول المنطقة سنة 2004 ، والتي “كان لها وقع إيجابي على مسارات التعاون مع هذه البلدان، وذلك ضمن المبادرات المتوالية للمملكة لتجسيد خيارها الاستراتيجي الملكي في تقوية وتفعيل التعاون جنوب-جنوب بغية تعزيز العلاقات الاقتصادية وتكريس المصالح المشتركة”.
واعتبر أن الرغبة السياسية الأكيدة التي تحذو “برلمان دول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية” من أجل دعم تبادل اقتصادي حقيقي بين الطرفين، “هي نفسها الإرادة السياسية الحاضرة بقوة لدى المؤسسة البرلمانية المغربية، خاصة مجلس المستشارين، الذي يمتلك من المؤهلات ما يمكنه من القيام بهذا الدور الأساسي في مواكبة ورعاية المصالح الاقتصادية المشتركة، وذلك بحكم حيوية وخصوصية مكوناته الاقتصادية والمهنية والاجتماعية والترابية، وكذا صلاحياته الدستورية الواسعة خاصة في القضايا الاقتصادية والاجتماعية”.
كما أعرب ميارة عن أمله الكبير في أن تشكل مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين اليوم الثلاثاء “بداية حقيقية في مسار تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية بينهما”، مقترحا إنشاء منتدى اقتصادي بين المملكة المغربية وبرلمان السوق المشتركة لدول أمريكا الجنوبية ليكون “آلية مهمة لتعزيز دينامية التعاون الاقتصادي بينهما”.
وذكر، في هذا الصدد، بالجهود التي يقوم بها المغرب في هذه المنطقة ممثلا بالمكتب الشريف للفوسفاط الذي قام باستثمارات مهمة من خلال تشييد منصة لإنتاج الأسمدة بالبرازيل وبرمجة أخرى في غواتيمالا ، إسهاما منه في ضمان الأمن الغذائي الذي يواجه تحديات كبيرة في الظرفية الدولية الحالية.
وارتباطا بموضوع الوحدة الترابية للمملكة، أشاد ميارة بالموقف الإيجابي لكل من الباراغواي والبرازيل الداعم للجهود المغربية الرامية إلى إيجاد حل واقعي ومتفاوض عليه في إطار الأمم المتحدة، مؤكدا أن هذا الموقف البناء هو تشجيع ودعم للأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، حرص بيتار نافارو توماس إينريكي على توجيه تحية تقدير وإعجاب بالملك محمد السادس لـ “دوره الريادي في تعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين مع دول أمريكا الجنوبية”، مؤكدا أن وجوده في المغرب “ينم عن رغبة سياسية عميقة لدى كل دول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية من أجل تمتين التعاون مع المؤسسة التشريعية المغربية من خلال الاتفاق على برامج عمل حقيقية وملموسة في أقرب الآجال”.
وثمن إينريكي ، يضيف البلاغ، انفتاح مجلس المستشارين على الاتحادات البرلمانية في منطقة أمريكا اللاتينية والكرايب، الذي تجسد في تدشين فضاء “مكتبة محمد السادس” بمقر برلمان أمريكا اللاتينية والكرايب لتكون جسرا ومعلمة للتواصل بين شعوب إفريقيا والمنطقة.
وبعد أن أبرز شساعة الآفاق الممكنة للتعاون بين الجانبين، شدد نافارو توماس إينريكي على أهمية التركيز في المرحلة الراهنة على توسيع العلاقات الاقتصادية والاهتمام بالجوانب الثقافية، مقترحا البدء الفوري بتشكيل فريق عمل يتولى التحديد التشاركي لمجالات التعاون محل الأولوية وذات الاهتمام المشترك.
من جانبه عبر نائب رئيس برلمان دول السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، روسومانو ثيلسو، الذي يمثل دولة البرازيل، عن مشاطرته لرئيس مجلس المستشارين في أفكاره ومقترحاته بضرورة العمل على تعزيز الروابط الاقتصادية، مبديا استعداد البرازيل لدعم مسار التعاون الثنائي مع المغرب في المجال الاقتصادي والفلاحي على الخصوص، حيث اقترح في هذا الصدد عقد لقاءات عمل بين رجال الأعمال في البلدين وتبادل الزيارات لاستكشاف الفرص الاستثمارية الممكنة.
وتجد الإشارة إلى أن هذه المباحثات تأتي، حسب البلاغ، في إطار الاهتمام الخاص الذي يوليه مجلس المستشارين لتوطيد العلاقات القائمة بين المملكة المغربية ودول أمريكا الجنوبية، حيث تمت دعوة رئيس برلمان السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية (عن البارغواي) مرفوقا بنائبه (عن البرازيل)، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب خلال الفترة الممتدة من 21 إلى 26 نونبر الجاري.
حضر هذه المباحثات كل من عضوي مكتب المجلس محمد حنين وعبد الإله حفظي، والأسد الزروالي الأمين العام للمجلس.
الرميد يعارض تعديلات مدونة الأسرة: “إذا كانت ستكرس مزيدا من الانحدار والتراجع السكاني فإنه ليس من الحكمة اعتمادها”
مصطفى الرميد* من حقنا- نحن المغاربة- ونحن نعيش في عالم قلق ومضطرب، أن ننوه بمثانة مؤسسات ب…