المصطفى الناصري (و م ع)
تخوض المنتخبات الإفريقية الخمسة، التي بلغت نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تحتضنها قطر في الفترة المتراوحة ما بين 20 نونبر الجاري و18 دجنبر المقبلين، تحت قيادة وإشراف مدربين محليين، في سابقة من نوعها في تاريخ المسابقة.
ويتعلق الأمر بكل من وليد الراكراكي مدرب المنتخب المغربي، ومدرب منتخب السنغال أليو سيسيه، وجلال القادري الذي سيقود المنتخب التونسي، وأتو أدو مدرب منتخب غانا، إضافة إلى منتخب الكاميرون بقياده نجمه السابق ريغوبير سونغ.
والأكيد أن المسؤولية الملقاة على عاتق هؤلاء ستكون كبيرة ،على اعتبار أن المدربين المحليين سيحاولون خلال العرس العالمي إثبات الذات والهوية القارية ومواجهة كل التحديات التي تفرضها طبيعة المسابقة في حضور منتخبات قوية سبق لها أن توجت باللقب أو بلغت مباريات النهاية .
وإذا كانت مشاركة المنتخبات الإفريقية في المونديال القطري ببصمة محلية تعتبر تشريفا للمدرب المحلي وللقارة ككل بعد المراهنة على مدربين أجانب لسنوات طويلة، فإن تحقيق نتائج إيجابية والدفاع عن حظوظ هذه المنتخبات يبقى أكبر رهان للحضور القاري في أكبر محفل كروي على الإطلاق.
وقد تم تعيين الإطار الوطني ،وليد الراكراكي، مدربا جديدا للمنتخب المغربي ،خلفا للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، لقيادة ” أسود الأطلس ” في منافسات كأس العالم بقطر وحتى غاية 2026 .
وحدد العقد الذي يربط بين الركراكي والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم مجموعة من الأهداف لعل من أبرزها الظهور دائما بوجه مشرف في جميع المنافسات، وتحقيق نتائج ترقى إلى مستوى تطلعات المغاربة، والذهاب إلى أبعد نقطة ممكنة في المونديال الحالي، وبالتالي إسعاد الجماهير المتعطشة إلى معاينة أفضل النتائج في المحافل الدولية.
وإلى جانب مساره الكروي الحافل دوليا وقاريا، خاض الناخب الوطني العديد من التجارب في مجال التدريب ،حيث كان مساعدا لمدرب المنتخب المغربي، رشيد الطاوسي سنة 2012 ،فضلا عن إشرافه على العارضة التقنية للعديد من الأندية الوطنية والعربية، حقق معها إنجازات مشرفة خاصة على مستوى البطولة الوطنية الاحترافية وكأس العرش وعصبة الأبطال الافريقية، وهي انجازات عبدت لهذا الاطار التقني المغربي الطموح الطريق ليحظى بشرف تدريب “أسود الأطلس.
من جانبه، يقود منتخب الكاميرون إلى المونديال لاعبه الدولي السابق ،يغوبير سونغ، الذي أهدى الكثير من الألقاب لبلاده، وهو لاعب، على غرار لقب كأس إفريقيا للأمم عامي 2000 و2002، بعد مسيرة احترافية حافلة في القارة الأوروبية.
ورغم أنه قاد منتخب “الأسود غير المروضة” في مباراتين فقط صعدتا به إلى مونديال قطر، إلا أن سونغ يطمح إلى صناعة التاريخ في الكأس العالمية كمدرب محلي لمنتخب بلاده.
وتظهر البصمة المحلية للأطر التقنية في التظاهرة من خلال إشراف أليو سيسيه على قيادة منتخب السنغال في المونديال للمرة الثانية على التوالي، بعد أن تو ج بلقب كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون سنة 2021، حيث ترك سيسيه بصمته على إنجازات “أسود التيرانغا”، وكان حاسما جدا في التتويج باللقب الذي ضاع منه في دورة 2019، وكذلك في بلوغ بلاده النهائيات العالمية.
وتوج سيسيه (46 عاما) مسيرته التدريبية بطريقة مثالية، امتدادا لمشواره الكروي الحافل، إذ لعب للعديد من الأندية الأوروبية، ومنها باريس سان جيرمان وليل الفرنسيين. وسيقود سيسيه السنغال في المونديال في المجموعة الأولى التي تضم منتخبات قطر،البلد المضيف، وهولندا والإكوادور.
ويتولى أليو سيسيه، قائد “أسود التيرينغا” في مونديال 2002 الذي وصلت فيه السنغال لربع النهائي، تدريب منتخب بلاده منذ سبع سنوات، ويحظى بثقة واسعة من السنغاليين لقيادة كتيبة من نجوم الطراز الأول عالميا للمرة الثانية في كأس العالم.
من جانبه، استعان المنتخب التونسي بالمدرب جلال القادري الذي لا يملك نفس سجل مدربي الكاميرون والسنغال وحتى غانا حين كانوا لاعبين، لكنه تمكن من تعويض ذلك بخبرته التدريبية حيث استهل مسيرته التدريبية عام 2001، ويستعد الآن لخوض التحدي الأكبر في مونديال قطر.
والقادري، الذي شغل خلال فترات مختلفة منصب مساعد المدرب الوطني، استغل فرصة حصوله على ثقة المشرف على الكرة التونسية في مبارتي الدور النهائي للتصفيات ضد منتخب مالي ليخلد اسمه في سجل تاريخ الكرة التونسية.
ويتوفر القادري (51 عاما) على تجربة تدريبية طويلة لكن معظمها كانت مع في أندية صغيرة في تونس والسعودية، إلى جانب قيادته الناجحة لـ “نسور قرطاج” للفوز على منتخب نيجيريا ما شرع أمامه الباب لتدريب المنتخب.
من جانبها، استعانت غانا بأحد أبرز لاعبيها سابقا للبلوغ نهائيات مونديال قطر، إذ يقود الفريق اللاعب السابق أوتو أدو (47 سنة)، الذي صنع مسيرته كلاعب في ألمانيا قبل أن يصبح مدربا للمنتخب الغاني .
وبعد مستويات مهزوزة تحت قيادة مدربها السابق، الصربي ميلوفان راييفاتس، الذي قاد ” النجوم السوداء” لأسوأ مشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2021 في الكاميرون مطلع العام الحالي، وغادر المنتخب المسابقة من الدور الأول، استنجد الاتحاد الغاني بالمدرب أدو.
وقاد أدو منتخب “بلاك ستارز” للتأهل لكأس العالم للمرة الرابعة في آخر خمس نسخ على حساب منتخب نيجيريا القوي والمدجج بلاعبين يمارسون في أعتى الفرق الأوروبية.
ولا يملك أدو، الألماني المولد والمنشأ، تجربة تدريبية حافلة، إذ اكتفى بتولي مهمة المدرب المساعد لفريقي هامبورغ وبوروسيا دورتموند.
وتراهن المنتخبات الإفريقية ،التي اختارت الاستعانة بمدربين محليين في نهائيات كأس العالم قطر 2022، على تحقيق نتائج مشرفة، وبالتالي تأكيد مكانة المدرب الإفريقي في أكبر محفل كروي في العالم، بعد مراهنتها على مدربين أجانب لسنوات طويلة.
التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة
أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار، أنه تابع بابتهاج كبير جلسة العمل الملكية، التي كلف الملك، …