يتوجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر الأسبوع المقبل في زيارة رسمية ترمي إلى إعادة إحياء الشراكة بين البلدين أو على الأقل السعي إلى تبديد الخلافات والتوترات.
تبدأ الزيارة الخميس 25 غشت وتستمر حتى السبت 27 منه، وسيزور خلالها الرئيس الفرنسي العاصمة الجزائرية ومدينة وهران، وهي تأتي بعد سنوات على زيارة أولى في دجنبر من العام 2017 في مستهل ولايته الرئاسية الأولى اقتصرت مدّتها على 12 ساعة.
وجاء في بيان للرئاسة الفرنسية صدر بعد اتصال هاتفي السبت بين ماكرون ونظيره الجزائري عبد المجيد تبّون أن “هذه الزيارة ستساهم في تعميق العلاقات الثنائية مستقبلا… وتعزيز التعاون الفرنسي-الجزائري في مواجهة التحديات الإقليمية ومواصلة العمل على ذاكرة” فترة الاستعمار.
وقدّم ماكرون خلال المحادثات الهاتفية تعازيه لنظيره الجزائري بوفاة 37 شخصا، وفق حصيلة رسمية، من جراء حرائق ضخمة اندلعت في شمال الجزائر يومي الأربعاء والخميس.
والسبت كانت هذه الحرائق بغالبيتها قد أخمدت، وفق أجهزة الإطفاء.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن “رئيس الدولة أبلغ نظيره باستعداد فرنسا لإمداد الجزائر بتجهيزات أرضية وجوية لمكافحة الحرائق”.
وستأتي الزيارة في أعقاب فترة حملت في طياتها كثيرا من الرمزية لا سيما بعد إحياء الذكرى السنوية الستين لتوقيع اتفاقيات إيفيان (18 مارس 1962) التي وضعت حدا لحرب استمرّت سبع سنوات بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي، واستقلال الجزائر (الخامس من يوليوز 1962) بعد استعمار فرنسي دام 132 عاما.
لكن السفير الفرنسي السابق لدى الجزائر زافييه دريانكور لا يرى “مصلحة في زيارة كهذه حاليا”، مشددا على أن “أي تغيير لم يطرأ مؤخرا في العلاقات مع الجزائر”.
وأشار إلى “وجوب أن تتّخذ الجزائر خطوات على صعيد بعض من مطالبنا على غرار التصاريح القنصلية والمسائل الاقتصادية”.
وفي شتنبر 2021 تدهورت العلاقات بين باريس والجزائر بعدما اتّهم ماكرون النظام “السياسي-العسكري” الجزائري بتكريس سياسة “ريع الذاكرة” بشأن حرب الاستقلال وشكك في وجود “أمة جزائرية” قبل الاستعمار الفرنسي.
واستدعت الجزائر سفيرها في فرنسا حينذاك، ليعود بعد نحو ثلاثة أشهر. وفي نهاية المطاف أعرب الرئيس الفرنسي عن “أسفه” للجدل الذي أثارته تصريحاته في مسعى لاحتواء الأزمة.
ومذّاك عادت الحرارة إلى العلاقات بشكل تدريجي.
ففي نهاية أبريل هنّأ الرئيس الجزائري ماكرون بفوزه بولاية رئاسية ثانية ودعاه لزيارة الجزائر.
وفي يونيو أعرب الرئيسان عن أملهما بـ”تعميق” الروابط بين البلدين.
وفي رسالة وجّهها إلى تبون في الذكرى الستين لاستقلال الجزائر، أكد ماكرون “التزامه مواصلة عملية الاعتراف بالحقيقة والمصالحة لذاكرتي الشعبين الجزائري والفرنسي”.
وزير الأوقاف السابق بالصومال: إمارة المؤمنين تسهر على حفظ ثوابت الإسلام وقيمه المعتدلة
أكد وزير الأوقاف السابق في جمهورية الصومال، عبد القادر شيخ علي إبراهيم، اليوم الخميس بفاس،…