وصلت باخرة محملة بالحبوب بقيمة 40 مليون دولار، من أوكرانيا إلى ميناء سوري، وفق ما أعلنت الخميس سفارة كييف في بيروت متهمة موسكو بـ”نهب” الشحنة من مناطق باتت خاضعة للسيطرة الروسية.
يأتي ذلك بعد يومين على وصول أول سفينة حبوب تصدّرها كييف في اطار اتفاق مع موسكو منذ بدء الغزو الروسي في فبراير إلى ميناء طرطوس، الذي تستثمره شركة روسية، وفق ما أفادت خدمة “تانكر تراكرز” لمراقبة حركة السفن.
وقالت السفارة الأوكرانية في بيروت في بيان إنه “بحسب معلوماتنا، فإن السفينة إس في كوستانتين رست في سوريا”، مشيرة إلى أنه “على متن هذه السفينة، حبوب نهبتها سلطات الاحتلال الروسي ونقلتها بشكل غير قانوني من مستودعات في مناطق محتلة”.
وتتهم أوكرانيا، التي تعد من أكبر منتجي الحبوب في العالم، روسيا بسرقة محاصيلها في المناطق التي احتلتها لاستخدامها في الاستهلاك المحلي أو إعادة بيعها في الخارج.
وكان يفترض أن تكون وجهة الباخرة، بحسب السفارة الأوكرانية، ميناء طرابلس اللبناني قبل أن تطفئ نظام التحديد الآلي وينتهي بها الأمر في سوريا.
منذ بدء الغزو الروسي، علقت آلاف أطنان الحبوب في الموانئ الأوكرانية، لكن كييف وموسكو وقعتا الشهر الماضي اتفاقاً يسمح بتصدير 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب العالقة.
وفي إطار هذا الاتفاق، غادرت سفينة الشحن “رازوني” التي ترفع علم سيراليون، ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود في الأول من غشت محملة بـ 26 ألف طن من الذرة، لتكون أول شاحنة حبوب تصدّرها كييف منذ بدء الغزو الروسي.
وكان من المفترض أن تفرغ الباخرة شحنتها في لبنان، لكن الشاري ألغى الطلبية نتيجة تأخر وصول الشحنة، وفق ما أعلنت السفارة الأوكرانية في بيروت الأسبوع الماضي.
ورست الباخرة في ميناء مرسين التركي.
وبعد اختفائها عن الرادارات، تبين أنها توجهت لاحقاً إلى سوريا، وقد رست في ميناء طرطوس في منتصف الشهر الحالي، وفق خدمة “تانكر تراكرز”.
وأفاد الشريك المؤسس في “تانكر تراكرز” سمير مدني في تغريدة الخميس أن بناء على صور أقمار اصطناعية فإن الباخرة “رازوني” تُفرغ حمولتها في مرفأ طرطوس.
وفي الأسبوع الأول من الشهر الحالي، وصلت إلى مرفأ طرطوس أيضاً سفينة سورية اتهمتها كييف بنقل شحنة حبوب مسروقة من أوكرانيا. وكانت السفينة رست أولاً في ميناء طرابلس في شمال لبنان، حيث حجز عليها القضاء مؤقتاً قبل أن يسمح لها بإكمال مسيرها لعدم التثبت من أن البضائع مسروقة.
أعلنت دمشق الشهر الماضي قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كييف عملاً بمبدأ “المعاملة بالمثل”، بعد إقدام أوكرانيا على الخطوة ذاتها إثر اعتراف الحكومة السورية باستقلال جمهوريتين انفصاليتين مواليتين لروسيا.
وتعد موسكو من أبرز داعمي دمشق، وقدمت لها منذ بدء النزاع في 2011 دعماً عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً.