وجهت السيدة مريم أبوري، من الأشخاص في وضعية إعاقة، ومن مغاربة العالم، رسالة مفتوحة إلى حبيبة لقلالش المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، تحتج فيها على ما وصفتها بـ”الإهانة” و”الإساءة” التي تعرضت لها عند وصولها إلى مطار محمد الخامس إلى غاية مغادرته، قادمة من الديار الفرنسية.
وجاء في رسالة المواطنة المغربية القاطنة بفرنسا والتي تعيش في وضعية إعاقة إلى المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات، والتي نشرتها على حسابها على فيسبوك: “سيدتي أنا الموقعة أسفله، المواطنة مريم أبوري، من مغاربة العالم، ومن الأشخاص في وضعية إعاقة.. كنت أتمنى أن أكتب لك رسالة مفتوحة أثمن فيها الخدمات التي يقدمها المكتب الوطني للمطارات الذي تترأسينه سيدتي، لكن للأسف اجد نفسي مجبرة وبغصة في قلبي، وبآلام جسدية و نفسية كبيرة أعيشها منذ الأمس، آلام الإساءة لكرامتي تعرضت لها سيدتي في مطار محمد الخامس ،عند وصول الطائرة القادمة من مدينة ليل الفرنسية على الساعة التاسعة ليلا، حيث تعرضت لها أنا و ثمانية مغاربة ومغربيات آخرين ( مسنين ومسنات ومن الأشخاص في وضعية إعاقة )”.
وتابعت: “سيدتي أعتقد أنك تعرفين كم يكون مغاربة العالم فرحين لما يصلون إلى بلدهم بعد غياب عنه قد يفوق السنة، فتلك الفرحة سيدتي التي كانت تغمرني وتغمر بدون شك باقي الأشخاص الذي تعرضوا لنفس الإساءة، قد أجهضها سوء خدمة المساعدة المفروض توفيرها لنا كمسافرين يحتاجون لكراسي متحركة ولمرافقين في كل الإجراءات الإدارية.. سيدتي بعد أن وصلت الطائرة ونزل كل المسافرين، فعوض أن يأتي تسعة مرافقين، جاء مرافق واحد، وبدون كراسي متحركة، و( وضعنا) في المصعد المخصص للنزول من الطائرة بدون كراسي وكأننا أكباش، حيث أننا كنا معرضين للإنزالق والسقوط،لأننا جميعا لا توازن لنا، خصوصا أن أرضية المصعد قابلة للإنزالق، وعدم وجود كراسي به، لأنه من المفروض أن نصعده بكراسي متحركة كما تعلمين ذلك سيدتي، ولما بدأنا نحتج على هذا التعامل المهين لنا ولكرامتنا، أجابنا المرافق الوحيد لنا أن الكراسي غير موجودة، وأنه لا يوجد إلا هو كمرافق، وخيرنا بين أن ننقطع المسافة والإجراءات مشيا على الأقدام مستعنين بعكاكيزنا أو ننتظر مجيئ مرافقين آخرين، ولكن علينا أن ننتظر، وكما قال لنا قد ننتظر أكثر من ساعة، ارتفع احتجاج بعضنا، والبعض الآخر استسلموا و قرروا الذهاب بدون كراسي متحركة، رغم صعوبة المشي التي يعانون منها”.
وأضافت ذات المتحدثة: “أنا و سيدة و رجلان لم نتحرك من مكاننا، وأصرينا على حقنا في معاملة تليق بنا كبشر، وحقنا في مرافقة تحترم كرامتنا وإنسانيتنا، وبعد أن صعدنا الاحتجاج على المرافق ( الذي لا حول ولا قوة له، فهو المسكين لا يطبق إلا أوامر المسؤولين )، جاء مرافق أخر وحيد وبكرسي واحد، ونحن أربعة، فكنت أكثرهم إعاقة، فأصروا جميعا رغم تعبهم وآلامهم أن أذهب مع هذا المرافق، وذهب معنا شخص وهو يتكأ على الكرسي المتحرك الذي يحملنا لكي يستطيع المشي، وبقي الآخران الذين لا أعرف مصيرهما رغم أنني ألححت كثيرا على مرافقي أن يستعجل مسؤوليه لكي يرسلا مرافقين وكراسي متحركة لهما”.
وقالت المواطنة المغربية في رسالتها المفتوحة: “سيدتي لم تتوقف الإهانة عند هذا الحد، فبعد أن تمت الاجراءات الإدارية، وأخذ حقيبيتي، رفض مرافقي أن يخرجني إلى الخارج حيث توجد صديقتي وعائلتي في انتظاري، فتخيلي سيدتي كيف لسيدة في وضعية إعاقة، بعكازين و لها حقيبة سفر أن تخرج من باب المطار، وتلتحق بالعائلة.. تخيلي هذه الإهانة..، بغضب خنقني صرخت في وجهه، لأنه لا يريد أن يكمل واجبه وخدمته التي تقدمها جل المطارات في العالم، وهي مرافقة الأشخاص في وضعية إعاقة والمسنين والقاصرين إلى أن تستلمهم أسرهم أو على الأقل أن تكون هناك قاعة انتظار ينتظرون فيها وصول العائلة. فبعد احتجاجي دفع الكرسي المتحرك بعصبية حتى خفت أن يسقطني، وتركني خارج باب الوصول، وقد ذبت بين العدد الكبير من الناس الذين ينتظرون المسافرين، وقفت بعكاكيزي وحقيبتي بجانبي، عاجزة عن الحركة، وخدمة الهاتف لم تصل لي لكي أتصل بعائلتي وصديقتي وأخبرهم بمكان وجودي، الذين لم يروني ولم أراهم لشدة الزحام”.
وأوضحت ذات المتحدثة قائلةً: “سيدتي، هذه اللحظات عشتها بمرارة، مرارة استقبال بلدي لي بطريقة مهينة، بلدي الذي تعذر علي زيارته ثلاث سنوات، وجئت وكلي فرح وابتهاج لزيارته هذه السنة، ومرارة الشعور بإحساس الإعاقة الذي نادرا ما يخالجني، احساس بعجز وبإهانة و بقلة الحيلة في بلدي .. الحمدلله تيسر لصديقتي والعائلة بالعثور علي بعد البحث كأنهم يبحثون عن تائه في بلد غريب، وجدتني صديقتي فما أن عانقتني حتى أجهشت ببكاء ونحيب، هو نحيب امتهان كرامتي التي هي ثروتي .. سيدتي .. كتبت هذه السطور الطويلة وأنا لا أدري إن كانت ستصلك هذه الرسالة أم لا، ولكنني كلي أمل أن تصلك وأن تقومي بتحسين هذه الخدمات.. سيدتي، إنني أحب بلدي وسأبقى أحبه ما حييت، ولن تجعلني مثل هذه المواقف المهينة أن لا أرى التطور الذي يعرفه وأن لا أشيد به، لكن سيدتي ما وقع لي ولباقي الأشخاص الذين كانوا معي وتعرضوا لنفس الإساءة والإهانة، هذا يترك في النفس والقلب والروح جرحا كبيرا، كالجرح الذي يؤلمني منذ الأمس إلى هذه اللحظات التي أكتب هذه الشكاية، أشكو فيها لك سيدتي، أنني أهنت في مطار محمد الخامس الذي أنت مديرة مكتبه، وكلي أمل أن ترجعي لي بعضا من كرامتي، بمحاسبة المسؤول عن سوء تدبير هذه الخدمات وبأن تقومي سيدتي بتحسينها”.