“حتى اعتقدنا أننا عدنا أخيرا إلى حياتنا الطبيعية بعيدا عن الكمامة والمطهرات الكحولية التي سلخت جلودنا، ليسوء الوضع الوبائي مجددا. وكأننا سنبقى ندور في حلقة مفرغة مع هذا الفيروس”. هكذا عبرت سيدة عن تأففها وهي تحدث أخرى بينما ينتظران معا بمعية مواطنين آخرين مصطفين في طوابير طويلة يترقبون دورهم أمام أحد المراكز الاستشفائية التابعة لعمالة مقاطعات مولاي رشيد سيدي عثمان بالدار البيضاء، صباح اليوم الجمعة، لإجراء فحص “كورونا”.
لم تكن هذه السيدة الوحيدة التي عبرت عن انزعاجها وقلقها إزاء عودة الوضعية الوبائية بالمغرب إلى نقطة الصفر، بل جل المواطنين الذين قصدوا هذا المركز لإجراء اختبار الفيروس التاجي شاطروها نفس الانشغال، خصوصا مع دنو العطلة الصيفية حيث ترغب العائلات في قضاء لحظات استجمام بعيدا عن ما يمكن أن يعكر صفوها، إضافة إلى الممرضة التي كانت تتنقل وحيدة مثل النحلة داخل المركز تخضع الحالات المشكوك في حملها للفيروس إلى اختبار العصا القطنية، أكدت لموقع “الأول” أن المركز عرف خلال اليومين الماضيين توافدا كثيفا للمواطنين.
وكما عاين موقع “الأول” ذلك، فقد عادت حركة دؤوبة تدب هذه الأيام في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية بالمدن المغربية، لإجراء اختبارات الكشف عن “كورونا”، تزامنا مع انتشار الفيروس بشكل واسع في الآونة الأخيرة، على عكس ما كان عليه الوضع قبل حوالي أسبوعين، حيث كان انتشار “كوفيد 19” ضعيفا إلى جد ضعيف في مختلف جهات المملكة.
ونبهت وزارة الصحة مطلع الأسبوع الجاري إلى أن الوضعية الوبائية الراهنة تتميز بانتقال انتشار “كورونا” من المستوى “الأخضر الضعيف” إلى المستوى “البرتقالي المتوسط”، خاصة بالمدن الكبرى.
وأكدت الوزارة أن معدل إيجابية التحاليل ارتفع بشكل تدريجي للأسبوع الرابع على التوالي من 0,6 في المئة ليصل إلى 5 في المئة في الأسبوع الأخير، في حين أن مؤشر توالد الحالات أصبح يساوي 1.19.
هذا الوضع المقلق، دفع الحكومة إلى تجديد مطالبتها المواطنين بالعودة لارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة أو المزدحمة، محذرة من إمكانية اتخاذ قرار لكبح انتشار الفيروس مخافة حدوث انتكاسة، البلاد في غنى عنها.