اقتحم مجموعة من أنصار المرحوم عبد الوهاب بلفقيه القاعة التي كانت تحتضن نشاطاً نسائياً لحزب الأصالة والمعاصرة بمدينة كلميم، يوم السبت الماضي، حاملين صور المرحوم مطالبين بتوقيف النشاط، احتجاجاً على قيادة الحزب وعلى رأسها الأمين العام عبد اللطيف وهبي الذي يتهمونه بـ”الغدر” ببلفقيه.
ولم يستطع هشام المهاجري البرلماني والقيادي في حزب الأصالة والمعاصرة تهدئة المحتجين، حيث ظلّ يناشدهم بالهدوء والحوار، مؤكداً أن النشاط ليس تنظيمياً بل خاصا بنساء الحزب في المنطقة وهو الأمر الذي لم يعره المحتجون أيّ اهتمام ليصعدوا فوق المنصة مرددين في وجهه شعار “إرحل”.
وشهدت القاعة حالة هروب جماعي للحاضرين بعدما اشتعلت مواجهات بالكراسي بينهم وبين أنصار عبد الوهاب بلفقيه، الذي اتهم، قبيل وفاته، الأمين العام لحزب الأصالة المعاصرة، عبد اللطيف وهبي، بأنه “غدره بسبب بسحب التزكية منه لرئاسة جهة كلميم واد نون”، قبل أن يعثر عليه مصابا بعيار ناري فتحت في شأنه النيابة العامة تحقيقا وأكدت خلاصاته على “إقدام الهالك على الانتحار جراء إطلاق النار على نفسه مما أدى إلى وفاته”.
وكشفت مصادر مطلعة أنه كان من المتوقع أن يحضر عبد اللطيف وهبي اللقاء، إلاّ أنه تراجع في أخر لحظة بعد أن بلغ إلى علمه أنه غير مرحب به في كلميم وجهة وادنون عموماً خصوصاً أن أغلب المنتخبين والبرلمانيين المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة بالجهة أعلنوا مقاطعتهم للنشاط.
وأوضحت ذات المصادر، أنه من أصل 400 منتخب ينتمي للحزب حضر عشرة منتخبين، ومن أصل 26 رئيسا منتخبا حضر 3 رؤساء، وقاطع أربعة برلمانيين بالإضافة إلى رؤساء المجالس الإقليمية، وأعضاء الغرف المنتمين لحزب الأصالة والمعاصرة اللقاء.
وأشارت المصادر إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة تلقّى ضربة قوية بعد الأحداث التي رافقت وفاة المرحوم بلفقيه، وكيف أن وهبي سحب من المرحوم في اخر لحظة قبل الانتخابات الأخيرة التزكية مع العلم أن بلفقيه كان الرجل القوي للحزب بالجهة وساهم بشكل كبير في النتائج التي تحصل عليها الحزب في الانتخابات.
وتحولت حسب ذات المصادر، جهة كلميم وادنون، إلى قلعة محرمة على وهبي، بحيث أصبح من الصعب جداً أن يعقد نشاطاً أو لقاء حزبيا، هناك دون أن تكون احتجاجات من طرف مناصري المرحوم بلفقيه، هؤلاء توعدوا وهبي بالوقف في وجهه كلما سمحت الفرصة من أجل تذكيره بحادثة وفاة بلفقيه وما وصفوها بـ”المسؤولية الأخلاقية التي يتحملها وهبي في الوفاة”.