تزامناً مع إحتفال المغرب أول أمس الجمعة، باليوم الوطني للسلامة على الطرق، كشف عبد الصادق معافة، مدير التواصل بالوكالة الوطنية للسلامة الطرقية، أهم الإجراءات التي تم تنفيذها في مجال مكافحة السلامة على الطرق.
فبالرغم من إنخفاض حوادث السير خلال سنة 2020، بفضل تقيّيد السفر بين المدن بسبب أزمة جارحة كورونا، إلاّ أنه لم يتمّ الحفاظ على هذا الوضع بعد رفع الإجراءات الإحترازية، وبهذا الخصوص أوضح معافة، في حوار أجرته معه جريدة “لوماتان” الناطقة بالفرنسية، أن التقرير الاحصائي المؤقت لحوادث الطرق والضحايا لسنة 2021 مقارنة بسنة 2020 يظهر ارتفاعا عاما في كافة مؤشرات الحوادث، لكن بالنظر إلى الوضع في سنة 2020 الذي اتسم بسياق جائحة كورونا، والذي أدى إلى انخفاض في معدل الوفيات، فإن المقارنة مع السنة العادية، مثل 2019 ، تظهر زيادة في المؤشرات المختلفة.
وقال معافة، إن الهدف في سنة 2021 كان هو التخفيض إلى أقل من 2800 حالة وفاة وأقل من 8000 إصابة خطيرة بسبب حوادث الطرق. لم يتحقق هذا الهدف للأسف، حيث سجلنا خلال العام الماضي 115506 حادثًا، أي بزيادة قدرها 12.4 في المائة، مقارنة بسنة 2019 ، بواقع 3436 حالة وفاة (+ 1.5في المائة)، و 8.536 إصابة خطيرة (+ 1.4في المائة) و 155146 إصابة طفيفة ( + 11.4في المائة).
وتابع ذات المتحدث، وللتذكير، فقد انخفض عدد الوفيات بشكل طفيف خلال الفترة مابين 2017-2019، دون الاقتراب من الهدف المتوسط المحدد. وأيضاً، انخفض عدد المصابين بجروح خطيرة بشكل طفيف.
وحول أسباب الاستمرار في تسجيل نسب مرتفعة من الحوادث رغم كل الجهود المبذولة، قال معافة عموماً، تجدر الإشارة إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير المسجلة خلال السنة الماضية، لا يزال يعادل لما تمّ تسجيله في المرحلة ما بين 2002 و2003، مع الأخذ بعين الاعتبار أن عدد السيارات ارتفع وحركة المرور اصبحت أكبر.
وتابع معافة، فيما يتعلق بأسباب حوادث المرور ، أظهرت الدراسات التي أجريت على المستويين الوطني والدولي أن العامل البشري يظل هو السبب السائد في أكثر من 90 في المائة من الحوادث.
مضيفاً، ويمكن تحديد ذلك، في السرعة المفرطة، وغير المناسبة في الأوقات والأماكن، وعدم ارتداء الخوذة بالنسبة لراكبي الدراجات النارية، واستخدام الهاتف أثناء السياقة، والتعب والنوم، وعدم استعمال حزام الأمان، والسياقة تحت تأثير الكحول. هذه كلها سلوكات تتكرر على الطرق العامة.
وكشف معافة، على أنه قد تمّ وضع خطة العمل “الخمسية للسلامة على الطرق 2022-2026” للوكالة الوطنية للسلامة على الطرق (نارسا) بهدف مواصلة التعبئة الشاملة لجميع القطاعات المعنية والاستفادة من الإنجازات التي تحققت في هذا المجال من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للسلامة على الطرق.
وتحقيقا لهذه الغاية، يقول ذات المتحدث، حشدت الوكالة العديد من الموارد البشرية والمالية من أجل ضمان نجاح إجراءات السلامة على الطرق التي تتوجه إلى سلوك مستخدمي الطريق ، وكذلك النظام البيئي للطرق بشكل عام.
ويتعلق الأمر، حسب معافة، بأنشطة المرافقة عبر التواصل والتحسيس، حيث نحاول التنويع بين الحضور الاعلامي والرقمي واستعمال جميع الوسائط التواصلية المتاحة والتواجد الميداني.
وأضاف، “لذلك، يهدف عملنا إلى تقليل عدد الوفيات والإصابات التي تعزى إلى التحديات المنصوص عليها في الاستراتيجية الوطنية من خلال التركيز على السلوك الآمن والسرعة والسيارات الآمنة كركائز أساسية للتدخل المباشر للوكالة، وعلى البنية التحتية للطرق، والنقل متعدد الوسائط، تخطيط استخدام الأراضي، والاستجابة لما بعد الانهيار، كأعمدة لدعم التدخل في إطار الشراكات في المشاريع ذات القيمة المضافة العالية في مجال السلامة على الطرق، أما بالنسبة لتنسيق السلامة على الطرق ، فإن بناء القدرات وتكامل التقنيات يعتبران من مجالات التدخل الشاملة”.
وحول الموقع الذي تحتله التربية الطرقية، في استراتيجية عمل الوكالة، أكد عبد الصادق معافة على أن رفع مستوى الوعي وتحسيس مستخدمي الطريق من الشباب يعدّ جزءًا مهمًا من عمل الوكالة.
وأفاد معافة، أن الاستراتيجية الوطنية للسلامة على الطرق 2017-2026 جعلت من فئة الأطفال دون سن 14سنة، أولوية بالنسبة لأهدافها.
وقال: “يجب أن نتذكر أن هذه الشريحة من السكان تشكل سنويا حوالي 10 في المائة من وفيات حوادث السير في المغرب، وبالتالي فإن الوكالة لديها برنامج يتضمن مجموعة من محاور التدخل تهدف إلى دعم الطفل كمستخدم للطريق من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى الحصول على رخصة القيادة، والهدف من ذلك هو تكوين جيل من الشباب، على المدى الطويل، متشبع بمبادئ السلامة على الطرق، والذين سيصبحون في المستقبل، دون أدنى شك، سائقين ومستخدمي طرق مسؤولين.
كجزء من هذا البرنامج ، يتم تنفيذ العديد من المشاريع في المدرسة وحتى من خلال الأنشطة الموازية. نذكر منها وجه الخصوص دمج مفاهيم التربية الطرقية في المناهج المدرسية على المستوى الابتدائي لهذه السنة والكلية خلال السنة الدراسية المقبلة، وإطلاق بتعاون مع وزارة التربية الوطنية شهادة السلامة على الطرق، وإنشاء نوادي تعليم السلامة الطرقية في المدارس الابتدائية – داخل وخارج المناطق الحضرية – واستضافة أنشطة التحسيس حول السلامة الطرقية طوال الموسم الدراسي، كذلك، وخاصة في المناطق غي الحضرية، ط تنظيم أنشطة توعية تركز على مشكلة الأطفال الذين يقطعون مسافات سيراً على الاقدام. في الوقت نفسه، يتم توزيع معدات الشارات التي تعلق على الذراع، والتي يستطيع الاطفال المتوجهين إلى مدارسهم في المناطق النائية ارتدائها من أجل حمايتهم.