لا تفصل العدالة والتنمية، سوى أياما قليلة على موعد المؤتمر الاستثنائي للحزب، الذي يراهن عليه “البيجديون” لانتخاب قيادة جديدة قد تنتشل الحزب من الوضعية التي أصبح عليها، بعد السقطة المدوية لانتخابات 8 شتنبر، وتستطيع أن تقوم بالإصلاحات اللازمة تنظيميا وسياسياً وحتى فكرياً من أجل إعادة بناء الحزب الذي يعيش مرحلةً عصيبة.

ومع اقتراب موعد المؤتمر الاستثنائي، اشتدّ الصراع بين التيارين الذين لطالما حاولت قيادة “البيجدي” أن تنكر وجودهما في السابق، الأول تيار عبد الإله بنكيران، والذي يرى في المؤتمر فرصة للعودة لقيادة الحزب واسترجاع المرحلة “الذهبية” التي عاشها العدالة والتنمية؛ والثاني ماعُرف بتيار “الاستوزار”،  والذي يتشكل أساساً من القيادة الحالية في الحزب والتي قادت المرحلة بعد 2017، أي منذ إعفاء بنكيران من طرف الملك وتعيين سعد الدين العثماني رئيساً للحكومة.

مايجري حالياً، حسب مصادر من داخل حزب العدالة والتنمية، هي حملة استقطاب قوية في صفوف التنظيم “الإسلامي” لمحاولة قطع الطريق أمام عودة بنكيران إلى قيادة الحزب، أو على الأقل تلْجيم عودته بقرار المجلس الوطني، الذي انعقد أول أمس السبت، والقاضي بتحديد السقف الزمني لعقد المؤتمر الوطني في سنة واحدة.

ذات المصادر أوضحت، أن “الاستعدادات على قدم وساق، لحشد أغلبية مؤيدة لتحديد السقف الزمني، فتيار “الاستوزار” يتصل بعض قادته هاتفياً بالكُتاب الإقليميين لإقناعهم للتصويت لصالح قرار المجلس الوطني، إنهم يستخدمون جميع الطرق لقطع الطريق على بنكيران”.

من جهة أخرى، بنكيران خرج مباشرةً في رسالة بخط اليدّ، أكد فيها أنه غير معني بأي ترشيح لمنصب الأمين العام، إن صادق المؤتمر الاستثنائي على مقترح الأمانة العامة المستقيلة بتحديد أجل سنة لعقد المؤتمر الوطني العادي، وهو اشتراط واضح من بنكيران على إخوانه.

وتقول مصادرنا أنه منذ نشر الرسالة، ومنزل بنكيران يعرف حركة غير عادية، فقد زاره العديد من أعضاء الحزب وحركة التوحيد والإصلاح.

أنصار بنكيران، يردّدون هذه الأيام، أن عبد الإله بنكيران ضرورة تفرضها مصلحة الوطن، فحسب ما يروجونه، فإن “الحكومة الحالية أطلقت وعوداً كبيرة لن تستطيع الوفاء بها كما أنها لا تملك مؤهلات كافية لمواجهة الشارع الغاضب، كل هذا أمام فراغ في المعارضة، وعودة بنكيران ستستنهض همّة العدالة والتنمية، وتُساهم في عودة العديد من أبناء وبنات الحزب الغاضبين، وتشكيل معارضة تخلق التوازن في المشهد السياسي وتجنّب البلاد رجّات  اجتماعية”.

كل هذا ينفيه بشكل كامل، تيارة القيادة الحالية ومن معها، فمنهم من يقول، في “الكواليس”، حسب مصادر مطلعة، أن “الحزب عليه أن يجدّد دماءه ويقطع مع جيل المؤسسين، في إشارة إلى بنكيران، ويبني تجربة جديدة في المستقبل، وأن لا يستعجل الأمور، وأن ما حصل أمر عادي وطبيعي وتشهده جميع التنظيمات السياسية، ولا يجب أن نختار المواجهة بل علينا الاستمرار في تغليب مصلحة الدولة والوطن على كل شيء”.

كما أفادت ذات المصادر، أن قادة البيجيدي الحاليين، وأغلبهم من أعضاء الأمانة العامة المستقيلة “سياسياً”، والتي لا تزال تقود الحزب فعلياً وتنظيمياً، “يحاولون كبح جماح بنكيران بواسطة قرار تحديد السقف الزمني لعقد المؤتمر العادي، وفي نفس الوقت الاستفادة منه إذا ما استطاع الوصول إلى القيادة خلال المؤتمر الاستثنائي، من أجل خلق حركية تنظيمية داخل الحزب وإعادة ربط أواصره بالفئات الشعبية التي فقدها خلال الولاية الحكومية الاخيرة، والتخلص منه بعد سنة واحدة عبر مؤتمر وطني”.

على العموم وبغض النظر عن إختلاف التقديرات السياسية داخل “البيجيدي”، فالأكيد أن يوم المؤتمر الاستثنائي في 30 أكتوبر المقبل لن يكون عادياً، وسيشهد صراعاً محتدماً بين التيارين الرئيسيين داخل الحزب، قد ينتهي بمفاجئات غير متوقعة. يؤكد المصدر.

 

التعليقات على تفاصيل حرب ضروس “غير معلنة” داخل البيجيدي.. “تيار الاستوزار” يحاول قطع الطريق أمام عودة بنكيران والأخير يقلب الطاولة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

النيابة العامة تأمر بتعميق البحث مع عبد الله بوصوف وسعيد الفكاك والتهم خطيرة 

كشف مصدر مطلع لموقع “الأول”، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالدار البيض…