يوشك المغرب حاليا، مع نهاية العقد الثاني من الألفية الجديدة، على غرار عدة دول، على إنهاء انتقاله الديمغرافي، بفضل تحسن أمد حياة سكانه بالإضافة إلى انخفاض معدل الخصوبة.
وكشفت المندوبية السامية للتخطيط، في مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين، والتي تطرح من خلالها سؤال “أي مستقبل للأشخاص المسنين في بلادنا ؟”، أن هذا التطور ينعكس في زيادة عدد الأشخاص المسنين. وبالتالي، وحسب المندوبية، فقد وصل عدد البالغين 60 سنة فأكثر، سنة 2021، إلى ما يقرب من 4,3 مليون نسمة، وهو ما يمثل 11,7% من مجموع السكان، مقابل 2,4 مليون نسمة سنة 2004 أي ما يمثل 8%من مجموع ساكنة المغرب.
وحسب الإسقاطات الديمغرافية، المنجزة من طرف المندوبية السامية للتخطيط سيصل عدد الأشخاص المسنين ما يزيد بقليل عن 6 ملايين نسمة في أفق سنة 2030، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 42%مقارنة بسنة 2021، وسوف تمثل هذه الفئة 15,4 %من مجموع السكان.
وأشارت المذكرة أنه إذا كان حاليا أكثر من نصف الأشخاص المسنين (51٪) من النساء، فإن حصتهم ستصل إلى 52.2٪ في 2030، بسبب الزيادة المتسارعة في متوسط العمر المتوقع عند الولادة بين النساء.
تطرح المذكرة سؤال “أين سيشيخ المغاربة في أفق 2030؟”، لتجيب بأن عدد الأشخاص المسنين في الوسط الحضري سيتزايد بوثيرة أسرع منه في الوسط القروي، ويرجع ذلك أساسا إلى الهجرة القروية في الماضي. وبالتالي، سيتضاعف عدد الأشخاص المسنين في الوسط الحضري بمقدار 1,5 مرة بين سنتي 2021 و2030، منتقلا بذلك من 2,8 مليون نسمة سنة 2021 إلى ما يقارب 4,2 مليون نسمة في أفق 2030. وعلى العكس، سيعرف عدد “كبار السن”، في الوسط القروي، تزايدا بمعامل تضاعف يصل إلى 1,2، منتقلا بذلك خلال نفس الفترة من 1,5 مليون نسمة إلى نحو 1,8 مليون نسمة.
وستظل التفاوتات الديمغرافية حسب جهات المملكة مهمة. ويمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الجهات: مجموعة تضم الجهات التي تسجل وزن ديمغرافي كبير للأشخاص المسنين) أكثر من 13% (ويتعلق الأمر بجهات الشرق وبني ملال – خنيفرة والدار البيضاء – سطات وفاس -مكناس و مجموعة أخرى تضم الجهات التي تسجل وزن ديمغرافي متدني (أقل من 7,5%) ويتعلق الأمر بجهتي العيون – الساقية الحمراء والداخلة – وادي الذهب. وبين الاثنين، المجموعة الأكثر عددًا للجهات بنسب تقارب المعدل الوطني ويتعلق الأمر بجهات سوس- ماسة وكلميم – واد نون والرباط – سلا – القنيطرة ودرعة – تافيلالت ومراكش – آسفي وطنجة – تطوان – الحسيمة. ويظل هذا التصنيف صالحا خلال الفترة الزمنية 2021-2030 مع إمكانية إختلاف الترتيب داخل المجموعات.
وتتوقع المندوبية تزايد عدد الأشخاص المسنين المصابين بأمراض مزمنة وقصور وظيفي في أفق سنة 2030، حيث ينذر تطور عدد الأشخاص المسنين بالصعوبات التي ستواجهها صناديق التقاعد والنظام الصحي، حيث سيتعين على هذا الأخير التعامل مع كل من الأمراض المعدية التي تتميز بها البلدان النامية وأمراض الشيخوخة المعروفة بكلفتها العالية. وإذا كان معدل انتشار الأمراض المزمنة في الوقت الحالي لا يقل عن %64,4 ويعاني منها ما لا يقل عن 2,7 مليون من الأشخاص المسنين، ومع افتراض أن هذا المعدل سيبقى ثابتًا في المستقبل القريب، فمن المتوقع أن يصل عدد المسنين المصابين بأمراض مزمنة حوالي 3,9 مليون شخص في أفق سنة 2030، دون احتساب العواقب الناتجة عن فيروس كورونا.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير المذكرة إلى أن الشيخوخة تؤدي غالبًا إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعجز الوظيفي، الذي يعرف بصعوبة في أداء نشاط أو أكثر من أنشطة الحياة اليومية .وتصل نسبة الأشخاص المسنين اللذين يعانون من هذه الحالة ب 45,7% حسب بحث وزارة الصحة. وبافتراض أن هذا المعدل سيبقى ثابتا في المستقبل، سيصل عدد الأشخاص اللذين يعانون من عجز وظيفي إلى ما يقارب 2,8 مليون في أفق سنة 2030 مقابل 1,9 مليون حاليا.
ولئن كان الأمر يتعلق بحالات افتراضية، لأن انتشار الأمراض المزمنة أو القصور الوظيفي ليس ثابتًا. يمكن هذا التمرين من تسليط الضوء على حجم تأثير الشيخوخة على النظام الصحي. حيث سيزيد هذا الوضع من الطلب على الخدمات الصحية و على النفقات الطبية في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لتعميم التغطية الصحية.
“ماذا عن الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر؟”، تتسائل المندوبية لتجيب قائلة، “يستحق الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر اهتماما خاصًا لأنهم أكثر عرضة للمرض والإعاقة وهشاشة ظروف المعيشة. حيث سينمو عدد هذه الفئة منتقلا بذلك من 1,6 مليون شخص في سنة 2021 إلى ما يقارب 2,6 مليون في أفق 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 63%. كما سيصل الوزن الديمغرافي لهذه الفئة إلى 6,7% في سنة 2030 بدلا من 4,4% حاليا”.
ويعتبر الأشخاص البالغين 70 سنة فما فوق الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة والوقوع في حالة العجز الوظيفي الشيء الذي يقتضي تعزيز العرض الصحي والتكفل الذي يتلائم مع الاحتياجات الخاصة لهذه الفئة.وإذا اعتمدنا نفس التمرين أعلاه، في أفق سنة 2030 ، سيصل عدد الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر والذين يعانون على الأقل من مرض مزمن واحد إلى 1,9 مليون شخص بدلاً من 1,2 مليون حاليًا، كما ستصل نسبة الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 70 سنة فأكثر والذين يعانون من عجز وظيفي إلى 1,7 مليون في سنة 2030 بدلاً من 1,1 مليون في حاليًا.
مندوبية الحليمي ترصد تحسنا في مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الثاني من سنة 2024
أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، المنجز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، أ…