أحدث اتهام عداءة أفريقية مشاركة في دورة الألعاب الأولمبية “طوكيو 2020” بأنها رجل، ضجة عارمة في وسائل الإعلام العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن السؤال الذي يتبادر للذهن، حول هذا الأمر، هل هذا الاتهام “عنصرية” أم “خلل طبي”؟
وبدأت الضجة، بعدما رفض العداء البولندي، مارسي أورباس، بطل أوروبا، الاعتراف بفوز العداءة الناميبية، كريستين مبومبا، بالميدالية الفضية، في الأولمبياد، مطالبا بضرورة توضيح جنسها والتأكد من أنها امرأة فعليا وليست رجلا.
وفازت مبوما، 18 عاما، بالميدالية الفضية في سباق العدو لمسافة 200 متر، ضمن منافسات ألعاب القوة بالأولمبياد.
وقال أورباس في تصريحات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية: “علينا إجراء فحص طبي شامل على العداءة الناميبية، وعليها أن تثبت أنها امرأة”.
وأثارت تلك التصريحات ضجة عارمة، ووصفها الكثيرون بأنها عنصرية مباشرة ضد العداءة الأفريقية.
وطالب عدد كبير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي العداء البولندي بضرورة الاعتذار عن تصريحاته العنصرية، وتوقيع السلطات المنظمة للبطولة عقوبات على العداء المتخصص في المسافات القصيرة.
وتحدث بعض الرياضيين أيضا عن أن مسألة اختبار الهرمونات، الذي تخضع له اللاعبات الأفريقيات تحديدا يعتبر تحيزا عنصريا واضحا ومباشرا ويؤثر على مصداقية اللعبة وشفافيتها.
ولكن للقصة أصل في واقع الأمر، حيث أن العداءة الناميبية، اتهمت في وقت سابق بأنها تمتلك مزيجا ذكوريا من الكروموسومات، ومستويات هرمونات الذكورة لديها أعلى بنحو 3 مرات من المستويات الطبيعية للنساء.
واتهم أورباس مبوما بأنه في حال أن مستوى هرمونات الذكورة لديها أعلى من نظيراتها، فهذا يمنحها أفضلية على المشاركات الأخريات في السباق.
وأضاف بقوله “إذا واصلنا اعتبارها متساوية، فسيكون ذلك غير عادل فيما يتعلق بالعداءات الأخريات اللاتي هن بالتأكيد نساء”.
وتحظر السلطات المنظمة لسباقات ألعاب القوى على الرياضيات اللاتي لديهن مستويات هرمونية مرتفعة من المشاركة في السباقات الطويلة، مثل سباقات 400 و800 و1500 متر فقط، ويسمح لهن بالمشاركة في السباقات الأخرى.
لم تكن مبوما الوحيدة التي تعاني من هذا الأمر، حيث سبق وصرحت زميلتها بياتريس ماسيلينغي، لشبكة “بي بي سي سبورت” بأنها حزينة لاستبعادها من المشاركة في سباق العدو 400 متر، بسبب مستويات هرمون الذكورة لديها.
وقالت ماسيلينغي: “في البداية كنت حزينة للغاية، لا يمكنك المجيء وإخباري الآن أنني لست امرأة. هذا أمر محبط حقًا ويثير أعصابي، لكن لا يوجد شيء يمكننا فعله حيال ذلك في الوقت الحالي”.
وتابعت بقولها “كان الأمر مخيبا للآمال للغاية، كان مزعجًا للغاية أيضًا، إنه أمر غير عادل حقًا لأنه لا يمكنك توقع أن يكون الجميع متماثلين، وأن يتمتع الجميع بنفس القدرات، فنحن نولد بقدرات مختلفة، ولا يمكننا أن نكون متماثلين، فهذا غير منطقي.”
وعن تلك الواقعة قال مدرب العدائتين الناميبيتين، هيك بوتا:”من الواضح أن هذا أعادنا إلى الوراء بشكل كبير. الشيء هو أنه كان علينا التكيف ونبذل قصارى جهدنا وأنا فخور جدًا بالفتاتين بالطريقة التي تتكيفان بها والطريقة التي تعملان بها”.
وأتمت ماسيلينغي “أحاول فقط ألا أكون أكثر من اللازم على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنني متأكدة من أن ذلك سيضع بعض الضغط علي وأنا أحاول الحد من كل ما أفعله في الوقت الحالي، لأنني لست من ذوي الخبرة الكافية لأخذ هذا”.