بنعبد الله: الدولة تتحمل أيضا مسؤولية فقدان الثقة في السياسة وفي الفاعلين داخل حقلها

قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، إنه الدولة تتحمل أيضا مسؤولية فقدان المواطنين الثقة في السياسة وفي الفاعلين داخل حقلها.

ويقصد بنعبد الله بالدولة، كافة المؤسسات الفاعلة في الدولة “وليس شيئا آخر”، كما أوضح، والتي يتعين، بحسبه، أن “تمتلك رغبة في الرقي بالمشهد السياسي وجعل ذلك مسألة أساسية، لأنها تشكل أركان أي مشروع تنموي تحمله”.

وعرّج الأمين العام لـ”الكتاب” على مسؤولية الأحزاب بدورها عن هذا الواقع، مشخصا ما تعيش على وقعه من فقدان لعدد من المقومات المرتبطة بمصداقية قرارها، قبل أن يتساءل كيف تطالب هذه التنظيمات السياسية بالثقة في المشهد السياسي وهي نفسها لا تتمتع بالمصداقية.

وزاد: “الصورة التي تُعطى على الأحزاب لا تبعث على الارتياح، لذلك يجب أن نجد له حلا، والأحزاب هي المعني الأول بأن تضفي على خطابها المصداقية، كما يتعين على تسييرها الداخلي أن يتميز بالشفافية وأن تكون منفتحة على الطاقات وتجديد النفس وتراجع ذاتها”.

وحمّل بنعبد الله المسؤولية في المقام الثالث، إلى المواطن، وأكد أنه ليس معنيا بالتعبير فقط عن الرفص والسخط حيال الطبقة السياسية، بل “يتحمل المسؤولية في التعبير عن موقفه وأن يكون موجودا، خاصة ونحن على أبواب الانتخابات”، مشيرا إلى أن طغيان المال على الساحة الانتخابية بشكل أقوى مما سبق.

وحذّر المتحدث من “طغيان المال محليا في عدد من الأوساط التي تملأ عددا من الترشيحات”، كما لم يخف إقدام حزبه على نفس الأمر، حينما قال: “أعترف لكم أننا كنا ملزمين في بعض الدوائر أن نتفاوض مع بعض المقومات من هذا النوع حتى ندافع على تمثيلينا وللاستمرار في الوجود. وهذا التواجد مرتبط بما ينعته النموذج التنموي في المقاربة التي يقدم لتجاوز ذلك في الريع الاقتصاد غير المهيكل”.

وتابع: “سؤالي العريض هو بماذا سنملأ المؤسسات المنتخبة التي ستفرزها الاقتراعات المرتبطة بمجلس النواب والمستشارين”، قبل أن يخلص إلى أن الإمكانية الوحيدة المتوفرة اليوم، هي التوجه إلى فئات العازفين وإلى الأوساط الشابة والنسائية والمثقفين باقتحام المجال والعمل على بلورة الخطوات الأولى للنموذج التنموي.