أشادت اللجنة التنفيذية لمنظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية المتحدة، بالدور الذي يضطلع به الملك محمد السادس في دعم التعاون الأفريقي على كافة الأصعدة. ووجهت اللجنة في ختام دورتها الـ25 بالقاهرة أمس الجمعة، رسالة تقدير وامتنان للملك لانخراطه الفعلي في الدفاع عن قضايا القارة الافريقية، لا سيما المرتبطة منها بالتنمية المحلية.
كما أشادت بالدعم الكبير الذي يقدمه المغرب للمنظمة في سبيل القيام بواجبها وتفعيل مخططاتها وأهدافها التنموية. وثمنت اللجنة عاليا المبادرة المغربية بإحداث الصندوق الأفريقي لدعم التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية، باعتباره يشكل دفعة جديدة لتقوية الشراكة جنوب-جنوب خاصة مع الجماعات الترابية الافريقية، التي تشكل قوة للتبادل والإغناء وتقوية روابط الصداقة عبر تنويع علاقات التعاون اللامركزي. وتم خلال هذه الدورة التي ترأسها محمد بودرا ، بصفته نائبا لرئيس منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية المتحدة لمنطقة شمال إفريقيا، اعتماد محضر الدورة والوقوف عند مستوى تنفيذ وتفعيل توصيات الدورة السابقة وكذا المصادقة على مخطط العمل للسنة المقبلة. كما تم التوقيع على اتفاقية المقر الإقليمي للمنظمة عن شمال إفريقيا بالقاهرة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، عبر جان بيير مباسي، الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية، عن تقديره وامتنانه الكبيرين للمغرب و للملك، على ما يقوم به من جهد ملموس من أجل تنمية القارة، مذكرا بأن خطاب الملك التاريخي بأديس أبابا أمام المشاركين في القمة 28 للاتحاد الافريقي شكل مرجعية في كيفية التعامل مع القضايا التنموية التي تهم القارة الافريقية. وتابع مباسي أن الملك أعطى دفعة ملموسة للتوجه جنوب جنوب، من خلال العديد من المبادرات التي أطلقها وحرص على تفعيلها في سبيل تحقيق تنمية أفريقيا مستدامة بسواعد افريقية. وأبرز أن اجتماع اللجنة التنفيذية شكل مناسبة أيضا لبحث الترتيبات المتعلقة بتنظيم القمة المقبلة للمنظمة التي تستضيفها كينيا في أبريل من العام المقبل، موضحا أن الوفد الكيني تقدم بطلب للمغرب من أجل تقديم الدعم اللازم والاستفادة من تجربة المملكة لتنظيم هذا الحدث حيث من المرتقب أن يقوم هذا الوفد بزيارة للمغرب قريبا.
وقال إن الاجتماع بحث أيضا إرساء وتعزيز الشراكات مع عدد من المؤسسات والشركاء الإقليميين والدوليين، لا سيما من أجل إحداث قاعدة بيانات خاصة بالمدن الافريقية قصد تمكينها من إبراز مؤهلاتها وكذا إحداث الوكالة الافريقية الترابية، فضلا عن بحث إرساء شراكات من أجل تمكين المدن الإفريقية من المرور إلى مرحلة الرقمنة ومواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت ضرورية للتنمية. وأبرز السيد مباسي أن الاجتماع كان أيضا فرصة للتفكير في مستقبل المدن الإفريقية لما بعد كوفيد 19، وبحث الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الجائحة وتحويل التحديات التي نتجت عنها الى فرص للتنمية والاستفادة من التجارب الناجحة في تدبير الجائحة مثل التجربة المغربية التي تعتبر رائدة ونموذجية بالنظر لانخراط مختلف مكونات المجتمع في التصدي للجائحة.
وأكد أن الجائحة أفرزت عقدا اجتماعيا جديدا يتعين العمل على الحفاظ عليه في مرحلة ما بعد الجائحة، فضلا عن كونها أظهرت أن الجماعات المحلية هي شريك لا محيد عنه في تدبير الأزمات وفي تدبير الشأن العام بصفة عامة. وخلص السيد مباسي إلى ضرورة تعزيز التضامن الإقليمي والدولي من أجل التصدي للتحديات والأزمات الناجمة عن قضايا من قبيل التغيرات المناخية والأزمات الصحية على اعتبار أن الجائحة أبانت أن العمل الأحادي لا يؤدي نتائج مهمة.