شهد اجتماع الهيئة التقريرية لفدرالية اليسار الديمقراطي أمس الأحد، الذي تم عن بعد واستمر لـ 9 ساعات، نقاشاً حاداً بين أعضائها انتهى بقرارات حسمت الجدل حول اندماج مكوناتها في حزب سياسي واحد، عبر وضع آجال محددة لا تتجاوز الستة أشهر بعد الانتخابات المقبلة، والالتزام بعدم عقد مؤتمرات عادية، بل عقد مؤتمرات استثنائية لحل الأحزاب الثلاثة المكونة للفدرالية، وعقد المؤتمر الاندماجي، وتشكيل لجنة تحضيرية تُباشر عملها بعد الانتخابات، بالإضافة إلى التهييء الوحدوي للانتخابات.
وكشفت مصادر قيادية في فدرالية اليسار الديمقراطي لـ”الأول”، أن اجتماع الهيئة التقريرية عرف في بدايته احتجاج بعض أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد، الذين طالبوا بعدم الحسم في موضوع الاندماج ولا مناقشته، بمبرر أن الهيئة التقريرية ليس من صلاحياتها نقاش الاندماج، بل إن الهيئات التقريرية للأحزاب الثلاثة وحدها المخول لها الحسم في هذه النقطة، إلا أن التوجه العام داخل الهيئة التقريرية للفدرالية قرر تجاوز هذا الاحتجاج والتصويت على جدول الأعمال الذي يتضمن نقاش “الاندماج”.
وتابعت ذات المصادر، أن نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، أكدت خلال الاجتماع على أن قرار الاندماج تم اتخاده داخل الهيئات التقريرية في الأحزاب الثلاثة وهو قرار لارجعة فيه، لكن السياق السياسي والاجتماعي لا يسمح بالتسرع في تنزيله، بل يجب تدارس القرار وتجاوز الخلافات وإعطاء المزيد من الوقت لإنضاج الشروط.
وعبرت منيب عن “مخاوف” من أن يكون قرار الحسم في تاريخ للإندماج من طرف الهيئة التقريرية للفدرالية سبباً في “تفجير” حزبها نظراً للخلاف الحاصل بين أعضائه بشأن الالتحاق ب”الحزب الكبير”، قائلةً: “أنا كأمينة عامة تهمني وحدة الفدرالية، ولكن تهمني كذلك وحدة الحزب الذي أنتمي إليه، اليوم لدينا حزب بعشرة رؤوس، المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد قرر الاندماج بعد الانتخابات، أنا ملتزمة كأمينة عامة عشية النتائج أن نعمل على تسريع الوتيرة”، مضيفة “شي حاجة غادا تفجر ليا الحزب ماباغاهاش، ووحدة الحزب ديالي أهم حاجة، حيت بغيت نجيب ليكم للفدرالية، حزب قوي وبغيت نجيب ليكم أحسن تجربة ومابغيتش نلوح ليكم المشاكل”.
وحسب المصادر، فإن علي بوطوالة الكاتب الوطني لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، تأسف على أن “يدخل أعضاء الهيئة التقريرية للفدرالية في هذا الجدل، الذي من المفروض أن يكون قد تم تجاوزه”، مشدّداً على أن نقطة الاندماج التي كان متفقا عليها صارت “نقطة خلافية”، معتبراً أن “الأحزاب الثلاثة تعيش نهاية مرحلة وبداية أخرى، وأن متوسط الأعمار في هذه الهيئة يفوق الخمسين”، قائلاً: “نحن مقبلون على نهاية مرحلة ونهاية جيل، وعلى عاتقنا مسؤولية كبرى، أن نترك لهذا الجيل حزبا كبيرا وأن نحافض على استمرارية اليسار”،
وتابع بوطوالة الذي حاول أن يُهَدئ من التوتر الطاغي في الاجتماع، بسبب رفض بعض أعضاء الهيئة التقريرية المحسوبين على الاشتراكي الموحد الرافضين الخوض في نقاش الاندماج، “حنا ماعندناش حلم أننا نقودو هاد الحزب القادم..، نحن أمام تحدي كبير، إما أن نكون على مستوى هذه المرحلة، أو نظل متخبطين في الجزئيات”.
وتابع بوطوالة، “لدينا ثلاث معارك مطروحة أمامنا، وهي : أولا أن نحقق نقاطا إضافية في الانتخابات المقبلة بشكل يفوق الانتخابات السابقة، فإما أن نكون نحن القوة السياسية البديلة، إما غادي نبقاوا نتباكاوا، والمعركة الثانية التي فرضت علينا ولم نكن نتوقعها هي محاربة التطبيع، والمعركة الثالثة، تحقيق الاندماج كتتويج لسيرورة العمل الموحد، وما يعززه هو التوجه العام في الأحزاب الثلاث، بحيث يرغب أغلب المناضلين في الاندماج، لكن في وقت معقول”.
وبخصوص الخطوات المقبلة وما يجب التركيز عليه، قال بوطوالة: “أنا لا أرى أن هناك تناقضا، فإن التركيز على التحضير للانتخابات كأولوية، وتشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر الاندماجي، ليس بينهما تناقض، ونعلم أن مثل هاته القرارات تتطلب التوافق، رغم أن التوافق لا يعني الإجماع، والبحث على الاجماع وهم، لهذا يجب أن نركز على القضايا المشتركة، والكل سيجد نفسه في هذا المشروع”.
أما عبد السلام لعزيز الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الاتحادي، تقول مصادرنا، فقد عبر عن رغبة ملحة في الإسراع بالاندماج، كما تطرق في مداخلته إلى الاستعدادات للانتخابات المقبلة.
وركّز لعزيز على، “عمل اللجان الداخلية للفدرالية والتركيز على دوائر الاقتراع الفردي، وإشراك المواطنين والمواطنات في وضع البرامج المحلية، وخوض الانتخابات المقبلة كواجهة نضالية”، مؤكداً على أن “سنة 2021 سنة الاندماج وتحقيق الوحدة بين الأحزاب، وتشكيل لجنة تحضيرية، تكون وتباشر بعد مصادقة الهيئات التقريرية لكل حزب عليها، على أن تكون المجالس الوطنية في شهر يناير أو فبراير وتحديد بعد ذلك تواريخ المؤتمرات الاستثنائية لحل الأحزاب، معتبرا أن هذه الخطوة ستكون “حافزا للمناضلين للدخول للانتخابات بروح وحدوية”.
وعلى الرغم من النقاش الحاد فمن المتوقع أن تخلق الخلاصات جدلا داخل الأحزاب الثلاث، خصوصا داخل الاشتراكي الموحد، الذي ترفض بعض تياراته الاندماج في أقرب وقت، بدعوى عدم جاهزية الأحزاب بشكل كامل، وكذلك بدعوى الخلافات المتواجدة على مستوى الخيارات الفكرية والتنظيمية، وهو النقاش الذي بدا أن الأحزاب بدأت تحقق فيه تقدما على مستوى اللجان التي شكلتها الهيئة التقريرية للفدرالية، والتي قدم منسقوها تقاريرهم أمس الأحد، حيث أكدوا أنهم حققوا تقدما ملموسا وتم تجاوز عدد من القضايا التي كانت تظهر على أنها خلافية على المستوى الفكري.
مندوبية الحليمي ترصد تحسنا في مؤشر ثقة الأسر خلال الفصل الثاني من سنة 2024
أظهرت نتائج البحث الدائم حول الظرفية لدى الأسر، المنجز من طرف المندوبية السامية للتخطيط، أ…