فارق الحياة، صباح اليوم الأحد، عبد الرزاق أفيلال، أحد الوجوه القيدومة في حزب الاستقلال ومن مؤسسي ذراعه النقابي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
وتوفي أفيلال، الذي سيوارى الثرى غدا الاثنين في مقبرة الشهداء على الساعة الحادية عشر، عن عمر ناهز 97 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض، ويرتقب أن يشيع جثمانه يوم غد الإثنين بعد صلاة الظهر. وفق ما أكدته مصادر استقلالية لموقع “الأول”.الفقيد، عبد الرزاق أفيلال الإدريسي العلمي، يعد من رموز الحركة الوطنية والنقابية بالمغرب، يروي نجله رشيد أفيلال في كتابه الذي يحمل عنوان “عبد الرزاق أفيلال، كفاح نقابي في صفوف حزب الاستقلال”، أنه بمناسبة تخليد الذكرى الأولى للمطالبة بالاستقلال، أشهر عبد الرزاق سلاحه الرمزي، وهو في سن السادسة عشر لكي يعرب عن تضامنه مع هذا الحق الوطني المشروع.
ويقول رشيد عن والده إنه أمسك بقطعة طبشور صغيرة وكتب بخط بارز وعريض على السبورة السوداء بالقسم الذي كان يدرس به: “تحيا الذكرى الأولى للمطالبة بالاستقلال”. استفز هذا السلوك الوطني مدرسه الفرنسي، الذي استشاط غضبا مستفسرا بصوت مرتفع عن صاحب هذه الأسطر، وأمام الصمت الجامد الذي خيم على صفوف التلاميذ، اضطر هذا المدرس إلى استدعاء مدير الثانوية، حيث قاما بإخلاء القسم من كل التلاميذ قصد استنطاقهم.
ويضيف أفيلال الابن أن والده كان يتذكر هذا الحدث بعد مرور أزيد من ستة عقود، ذلك أن اعتزازه به مرده إلى الموقف الوطني الذي أعلن عنه أستاذه السيد الهاشمي بناني؛ الذي صاح في وجه مدير الثانوية على مسمع ومرأى جميع التلاميذ: “أنا كاتب تلك السطور”.
مسار عبد الرزاق أفيلال في العمل النقابي انطلق منذ تأسيسه في 20 مارس 1960، لنقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بمعية كل من هاشم أمين ومحمد الدويري ومحمد الخليفة، قبل أن يصبح في عام 1964، أمينا عاما لها.
وفي عام 1965، أصبح عضوا مؤسسا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والرابطة المغربية لحقوق الإنسان. وكذلك عضوا في الكونفدرالية الدولية للشغل.
وإلى جانب العمل النقابي، يجر أفيلال وراءه مسارا سياسيا طويلا أيضا، إذ انتخب من 1977 إلى 1983، نائبا برلمانيا وتقلد إبان ذلك رئيسا للمجموعة البرلمانية لحزب الاستقلال.
كما تحمل مسؤولية رئاسة مقاطعة عين السبع بالدار البيضاء من عام 1977 إلى عام 1992، وأعيد انتخابه من سنتي 1997 إلى 2002، قبل أن تتم متابعته قضائيا بتهمة تبديد المال العام، ليجر إلى محاكمة ماراطونية، استمرت أربعة عشر سنة، كان يحضر أطوارها الأخيرة وهو في أرذل العمر وعلى كرسي متحرك.
محاكمة الزعيم التاريخي لحزب الاستقلال بدأت أطوارها في 2004، عندما كان عبد الرزاق أفيلال شاهدا في ملف عامل عين السبع الحي المحمدي الأسبق، عبد العزيز العفورة ومن معه، قبل أن يتحول إلى متهم في قضية “تبديد المال العام” التي تعود أطوارها إلى سنة 1990.
وفي سنة 2018 أصدرت المحكمة الزجرية بالدار البيضاء قرارا يقضي بوضع القيادي النقابي السابق في مستشفى للأمراض العقلية. بدعوى علاجه، لكنه لم ينفذ.
وعن هذه المرحلة من حياة أفيلال الأب، يقول نجله رشيد في كتابه المذكور إن والده فضل المواجهة بالحضور في المحاكمة بدل التهرب باعتباره برلمانيا يتمتع بالحصانة، متحديا نصائح زملائه في الفريق حينها، ومحاميين، لكن في المقابل يتساءل عن محاكمة شخص قدم الكثير للوطن، بل اختيرت جماعة عين السبع التي كان يرأسها “نموذجية من حيث المشاريع والمنجزات، ما أسعد الحسن الثاني، ووشحه بوسام العرش من درجة فارس.
رأس السنة الجديدة.. أبناك المغرب تفتح أبوابها استثنائيًا في عطلة نهاية الأسبوع
أعلن المجموعة المهنية لبنوك المغرب (GPBM)، عن فتح استثنائي لبعض الوكالات البنكية يومي السب…