نشرت “الديلي تلغراف” البريطانية، أمس الأحد، تحقيقا لمراسل الشؤون الأفريقية ويل براون وزكريا زيلالم في العاصمة الكينية نيروبي، بعنوان “المهاجرون الأفارقة يتركون للموت، في جحيم مراكز احتجاز فيروس كورونا في المملكة العربية السعودية”.

ويقول التحقيق الصادم، إن “السعودية التي تعد واحدة من أكثر دول العالم ثراء تحتجز مئات، إن لم يكن آلاف المهاجرين الأفارقة، على أراضيها في ظروف سيئة تذكرنا بمعسكرات احتجاز العبودية في ليبيا، كمحاولة منها لوقف تفشي وباء كورونا على أراضيها”.

ويؤكد التحقيق أن الصحيفة تلقت صورا فظيعة من مهاجرين بمعسكرات الاحتجاز، توضح أنها بمثابة جحيم إذ يحتشد العشرات من المهاجرين، في أماكن ضيقة في ظل ظروف جوية قاسية، ودرجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية في فصل الصيف.

وبحسب التحقيق الذي أعده، ويل براون وزكرياس زيلالم، فإن المئات من المهاجرين الأفارقة يعانون من ظروف “بائسة” تذكر بمعسكرات العبيد في ليبيا.

واعتمد التحقيق على صور وشهادات حصلت عليها الصحيفة، تقول إنها مرسلة من مهاجرين محتجزين داخل هذه المراكز، حيث يظهر عدد من الرجال الذين يعانون من الهزال والحمى، وهم نصف عراة، في غرفة صغيرة.

وبعض الصور، أظهرت “جثة” في وسط الغرفة، والتي أشاروا إلى أنها لشخص توفي من ضربة شمس، وصورة غيرها، تظهر جثة شاب مراهق قتل نفسه بعد أن فقد الأمل.

العديد من هؤلاء لا يزالون محتجزين هناك منذ أبريل الماضي، وفق الصحيفة.

أبيبي، أثيوبي محتجز في هذه المراكز، قال للصحيفة “نعامل كالحيوانات، ونضرب كل يوم، وإذا لم أجد أي مفر، سأنتحر”.

ويضيف أن “الجرم الوحيد الذي اقترفته مغادرتي لبلدي بحثا عن حياة أفضل، ولكنهم يضربوننا بالأسلاك الكهربائية، وكأننا قتلة”.

وتظهر بعض الصور آثار التعذيب والضرب على أجساد المحتجزين.

نائب مدير هيومن رايتس ووتش، آدم كوغل، قال “إن الصور المسربة من مراكز الاحتجاز جنوب السعودية، تظهر تعرضهم لظروف حياة مزرية ومزدحمة ومهينة للإنسانية، ومن دون أي اعتبار لسلامتهم أو كرامتهم”.

وأوضح أنه بالنسبة لدولة غنية مثل السعودية، فإن مراكز الاعتقال التي تملكها لا ترقى إلى مستوى المعايير الدولية، ولا يوجد أي عذر لاحتجاز المهاجرين في مثل هذه الظروف.

التعليقات على تحقيق صادم.. السعودية تحتجز آلاف المهاجرين الأفارقة وتتركهم للموت في مراكز مخصصة لمواجهة تفشي “كورونا” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

لقجع وبوريطة يؤكدان “التزام” وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية

أبرز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي و المغاربة المقيمين في الخارج، وف…