هاجر الفقير (و م ع)
بعد ثلاثة أشهر من توقف نشاطها، وأسابيع من الإغلاق المفروض منذ 16 مارس الماضي جراء فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، تستعد مقاهي ومطاعم العاصمة لاستقبال زبنائها من جديد، في أفضل الظروف، ابتداء من يوم غد الخميس (25 يونيو)، واستعادة أجوائها ولو بشكل جزئي. وتستعد هاته المؤسسات، المعنية بالمرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، بعد الفترة الأولى التي اقتصرت خلالها على تسليم الطلبات المحمولة وخدمات التوصيل، لإعادة فتح أبوابها مع اتخاذ التدابير والإجراءات الصحية اللازمة لاستئناف نشاطها، بغية ضمان السلامة الصحية للزبناء والمستخدمين.
وفي هذا السياق، قال حفيظ دباب، مسير مقهى بحي أكدال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “نحن سعداء بهذا الاستئناف للنشاط وقرار التمكن من العمل من جديد بعد ثلاثة أشهر من الانتظار. هذا الأمر سوف يعيد الحياة والحركة”، مبرزا أن عملية الافتتاح تقتضي القيام بالترتيبات اللازمة لضمان السلامة الصحية للزبناء والمستخدمين والحفاظ على العلامة التجارية للمقهى.
وتابع أن المؤسسة تتقيد بكافة التدابير الصحية التي أصدرتها السلطات المختصة، في سياق تخفيف الحجر الصحي والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية.
وسجل السيد دباب أن قرار إغلاق المقاهي والمطاعم كانت له عواقب وخيمة على المهنيين في هذا القطاع، حيث وجد معظمهم أنفسهم يعانون من بطالة تقنية.
بدوره، قال عادل الشافعي، صاحب مطعم بالحي ذاته، إن ” هذا الاستئناف مهم بالنسبة لنا بكل تأكيد. إنه يمثل بارقة أمل للمقاولات الصغيرة التي ستستأنف نشاطها ببطء، ولكن سيكون صعبا بعض الشيء، حيث لدينا متأخرات ثلاثة أشهر يتعين تأديتها تهم الفواتير المتراكمة، بالإضافة إلى التكاليف القارة المتعلقة بالإيجار والضرائب، وغيرها”.
وأشار إلى أنه على الرغم من هذه الإكراهات، فإن مقاولته مستعدة لاستقبال زبنائها، مع العمل على ضمان نظافة المبنى وأدوات المطبخ باستمرار، فضلا عن توفير المواد الهيدرو كحولية والأقنعة الواقية بالنسبة للمستخدمين.
وقال إن المؤسسة تحرص على التقيد أيضا بقواعد التباعد والنظافة خلال كافة مراحل إعداد وتقديم الوجبات والمشروبات للزبناء، مشيرا إلى أنه بالنسبة لهذه المرحلة الثانية فإن القواعد الموصى بها من أجل إعادة الافتتاح سيتم احترامها كذلك.
وأضاف “يبدو أن سكان مدينة الرباط مستعدون للخروج من الحجر الصحي واستعادة إحساسهم بالحركة واستئناف عاداتهم”…، “هناك إحساس غريب بطعم الحرية في الوقت الذي تغيرت فيه أشياء كثيرة، لكن فيروس كوفيد 19 لا يزال موجودا ويغذي أحيانا الشعور بالقلق”.
وفي هذا الصدد، قال أيمن، أحد الزبناء المعتادين على ارتياد مطعم سوري في وسط مدينة الرباط، الذي كان ينتظر دوره لأخذ طلبه، .. ” مع أيام الصيف المشمسة الجميلة، لم يعد هناك مجالا للبقاء في المنزل”.
وأوضح هذا الشاب أنه كان يعتاد على الجلوس على شرفة المطعم بحثا عن جو مرح وصيفي، وهو يحتسي عصير الليمون بالنعناع، معربا عن أمله في العودة إلى عاداته القديمة ابتداء من يوم غد الخميس.
وفي تصريحات مختلفة، عبر المواطنون عن ارتياحهم لإمكانية استعادة الحياة الطبيعية والتنقل بحرية، مع إبداء روح المواطنة واحترام التدابير الصحية من أجل العمل على وقف تفشي انتشار فيروس كورونا.
وكان بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والصحة ووزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، قد تضمن مجموعة من الإجراءات والتدابير لتأطير هذه المرحلة، وعلى الخصوص، لإنعاش الاقتصاد على المستوى الوطني، وتشمل السماح للمقاهي والمطاعم بتقديم خدماتها بعين المكان، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة التجارية بكل من المراكز التجارية والمجمعات التجارية الكبرى والقيساريات، وفق شروط محددة، وإعادة فتح محلات الترفيه والراحة، كالقاعات الرياضية والحمامات، مع عدم تجاوز نسبة 50 في المائة من طاقتها الاستيعابية، واستئناف الأنشطة المرتبطة بالإنتاج السمعي – البصري والسينمائي، ثم استئناف النقل العمومي بين المدن، سواء الطرقي أو السككي، والرحلات الجوية الداخلية، وفق شروط محددة.
كما أهابت السلطات العمومية بجميع المواطنات والمواطنين مواصلة التزامهم الكامل والتقيد الصارم بكافة التدابير الاحترازية المعلن عنها من تباعد جسدي وقواعد النظافة العامة وإلزامية ارتداء الكمامات الواقية وتحميل تطبيق “وقايتنا”، وذلك من أجل تنزيل المرحلة الثانية من تخفيف الحجر الصحي، مشددة على أنه في حالة ظهور أي بؤرة جديدة لهاته الجائحة، فسيتم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لتطويقها والحد من تداعياتها السلبية.
المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، شاركت المديرية العامة لأمن نظم المعلومات التابعة لإدارة …