اشتدت حرب التصريحات بين أعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تصريفاً للصراع الدائر بين معارضي الكاتب الأول للحزب ادريس لشكر والموالين له، فلم يتأخر الرد على القيادي حسن نجمي الذي خرج بتوينة “قاسية” يتهم فيها زملائه في القيادة بخرق الحجر الصحي والسفر بتوجيه من لشكر إلى بعض الأقاليم الحزبية للتأثير المباشر و الضغط على أعضاء من المكتب السياسي، لاستصدار موقف موالي للكاتب الأول ومن معه.

وخرج المهدي المزواري، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بتدوينة يرد فيها على نجمي،كشف فيها ما لمح إليه هذا الأخير في تدوينته السابقة، واعترف بانتقاله إلى فاس رفقة بعض الأعضاء، نافياً أن يكون قد “تشاور” مع ادريس لشكر، لكن المثير هو أنه أعلن استعداده للمحاسبة والمسائلة داخل الحزب في إطار المجلس التأديبي لتنكشف الحقيقة.

واتهم المزواري نجمي بـ”الكذب”، قائلاً: “لم يشعر بأنه يرتكب ” كبيرة الكذب ” على إخوان يبادلونه قيم الانتماء قبل الزمالة داخل قيادة الحزب في خرافة الذهاب إلى فاس من أجل الضغط و على من ، على الأخ جواد شفيق المناضل الصلب عضو المكتب السياسي للحزب … و من أجل مذا ؟ و كيف ؟ و هل سبق وأن وقع لك موقفا على بياض حتى يذهب خيالك بعيدا إلى هذا الحد …”.

وقال المزواري في تدوينة طويلة نشرها على حسابه الخاص بـ”الفايسبوك”:”لم أكن يوما من رواد نشر الغسيل الداخلي لحزبنا داخل الإعلام أو في وسائط الاتصال كيفما كان شكلها ، انا الشاب الذي يختم سنته الثامنة و العشرون في الانتماء للفكرة و المجال و العائلة… لأنه بالنسبة لي سلوك صغير و يختزل كما كبيرا من الارتباك في المنهج و السلوك النضاليين…”.

وتابع القياي الاتحادي “اقول هذا و أنا عايشت لحظات كبرى من النقاش و تأجج الصراع منذ مطلع التسعينات إلى الآن و كنت حتى في لحظات الفشل و عدم الإقناع متيقن بأن مجالات و هوامش أخرى ستفتح و هذا دور سيرورة التاريخ ليربح منطق لم يقنع في وقت من الأوقات…..”.

وأضاف ذات المتحدث “وهكذا كان ثلة من المناضلين ، كما يقول والدي نساك في معبد يحمل الكثير من القداسة بالنسبة اليه… و هكذا تربينا مع روادنا على قوة النقاش و احتدامه و الاحتكام في آخره إلى قواعد الاخلاق التي تسبق حتما قواعد الديموقراطية …
أتكلم من منطلق مجرد و عام كما علمنا أساتذة القانون عن خصائص القاعدة القانونية …”.

وقال المزواري: “اليوم ، قررت و بكل مسؤولية و بعد أن صار جزء من التشيار عاما و يتبنى منطق السب و القذف و صنع الوقائع و الأحداث دون مراعاة لأية مسلكيات ( moeurs) أخوية و نضالية التي تعد رابط استمرارنا داخل حزب نقتسم فيه الفكرة و التاريخ و شغف صنع المستقبل …”.

وتابع “تحت عنوان ( لعنة الله على الكاذبين ) دون الأخ حسن نجمي هذا الصباح (التدوينة نشرت ليلة أمس) في حسابه الأزرق يدحض رواية منشورة في إحدى الجرائد عن ” صفقة مشبوهة ” في موضوع النقاش الدائر داخل المكتب السياسي الأخير …. إلى هنا كان سيكون الأمر جيدا لو أنه خصص فقط تدوينته للتوضيح و تكذيب ما جاء في المقال …. الا أنه و في سياق محاربته للكذب في عنوان التدوينة ، لم يشعر بأنه يرتكب ” كبيرة الكذب ” على إخوان يبادلونه قيم الانتماء قبل الزمالة داخل قيادة الحزب في خرافة الذهاب إلى فاس من أجل الضغط و على من ، على الأخ جواد شفيق المناضل الصلب عضو المكتب السياسي للحزب … و من أجل مذا ؟ و كيف ؟ و هل سبق وأن وقع لك موقفا على بياض حتى يذهب خيالك بعيدا إلى هذا الحد …”.

وأوضح عضو المكتب السياسي، “فكرة الذهاب إلى فاس كانت فكرتي و اتحمل مسؤوليتها و عرضتها على إخوتي حميد و مشيج و التحق بها آخرون على إثر نقاش جمعنا الأحد السابق ، و للحقيقة اقسم باغلظ الأيمان بأن أخانا الكاتب الأول لم يكن اصلا على علم بالموضوع لأن عفوية اللحظة لم تكن محط اي تخطيط او من قبيل صنع خلية أزمة( لم نكن في حاجة إليها أصلا ) و المعني ( بالباطل ) يعلم أن الأمور محسومة في موضوع البيان كما يقول المغاربة ( بربعة الدورات ) دون أن أحرج أحدا بالحديث عن المنطق الديمقراطي الذي فرز ما فرز …”.

وقال المهدي المزواري في تدوينته، “لذلك، استأت كثيرا و استاء كذلك من رافقوني إلى قلعة فاس في ضيافة قلوبها الكبيرة و على رأسهم جواد لأن الأمر انتقل إلى الوشاية باخوان قد يخضعون للمساءلة القانونية لأن صاحبنا صرح عموميا بأننا خرقنا الحجر الصحي و بأن الكاتب الأول هو من تمكن من الحصول على تصاريح المغادرة و هذا ما ساطلب منك اثباته في الإطار القانوني الذي سنحتكم إليه سواسية …و حتى لا نطيل في الأمر، فاعلم هداك الله أنني اجبت على سؤالك بخصوص الأسماء و اجبت على سؤالك بخصوص ” الخرق ” الذي تحدثت عنه ..و هنا أسمح لي في أن استعمل حقا يكفله لي القانون الذي يجمعنا بعد أن فضلت إلغاء الأخلاق من التعامل مع اخوتك و اطلب عرضي أنا و الأخ حسن نجمي على المجلس التأديبي داخل الحزب للفصل في الأمر و امور اخرى و غدا ساوجه رسالة إلى قيادة الحزب في هذا الشأن….في انتظار تفاعلات حتما ستأتي و تفاعل لا اقوى على افصاحه لاختيار صاحبه تقاسمه في منصة داخلية.. الله يدينا فضو….”.

وفي تطور مثير وصف عبد الله الصيباري، الكاتب العام للشبيبة الاتحادية التي أصدر مؤخراً مكتبها الوطني بلاغاً يساند فيه ادريس لشكر، (وصف) حسن نجمي في تدوينة كتبت بلغة ركيكة، بـ”الحقير “، وتابع في تدوينة له: “الحقير يتهم الشباب الشرفاء بالسخرة و المدفوعي الأجرة…فعلا هزلت …ولكن أنتظر صدمة الوداع.. صبرنا و اصطبرنا كثيرا لحقارتك.. من أجل وحدة الحزب.. طفح الكيل.. مرضك و انانيتك بلغت مداها.. إلا كرامة الشباب يا…..”.

 

التعليقات على “حرب التراشق الكلامي” بين الاتحاديين تصل مستوى الانحطاط.. المزواري يتهم نجمي بـ”الكذب” والصيباري يصفه بـ”الحقير” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

بعد مرور ثلاث أسابيع.. الغموض يلفّ القيادة الجديدة لحزب الاستقلال

بعد مرور ثلاثة أسابيع كاملةً على المؤتمر الوطني لحزب الاستقلال وتجديد الثقة في نزار بركة أ…