ظهر للعالم خلال الأزمة التي يعيشها بسبب جائحة فيروس “كورونا”، الوجه الإيجابي الوحيد للوباء، بعدما شكلت الإجراءات الإلزامية للحجر المنزلي المتخذة في أغلب دول العالم، فرصة للأرض كي تعود للتنفس، ويتحسن الوضع البيئي لكوكبنا الأرض بشكل تدريجي.
وانتشرت صور الحيوانات تتجول في الشوارع الخالية من البشر، من باريس إلى ألمانيا مروراً بالولايات المتحدة الأمريكية، والفليبين، وصولاً إلى الهند، حيث خرجت أنواع من الحيوانات تتجول بحرية في الشوارع، في مشهد لم نكن نتوقع رؤيته لولا الكوفيد19.
ويرى نشطاء مدافعين عن البيئة عبر العالم، أن وقف الأنشطة الصناعية في العديد من الدول، وحركة التنقل داخل المدن وبين الدول، جعلت الأرض تتنفس من جديد، والمناخ يعاود استرجاع شيء من توازنه، بل إن الكوكب يستريح من حالة التخريب التي شهدها على مدى عشرات السنين.
كما وجد باحثون في جامعة “كولومبيا” الأميركية أن مستويات انبعاثات أحادي أكسيد الكربون انخفضت بنحو 50 في المئة لبضعة أيام في الأسبوع الأخير من مارس، كما رصدوا تراجعاً بنسبة 5 إلى 10 في المئة في ثاني أكسيد الكربون في الأجواء فوق مدينة نيويورك الأميركية.
كما أظهرت صورٌ فضائية التحسن الملحوظ في بيئة الغلاف الجوي للأرض، وخصوصاً مع اعتماد معدات تظهر النشاط الحراري فوق الدول المصنفة صناعية.
وترصد الأقمار الاصطناعية انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين فوق مدن صناعية عديدة بصورةٍ جليّة. وفي الصين، تشير تقديرات متخصصين بالبيئة إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز نسبة 35% (في المناطق الخاضعة للإغلاق) عن مستوياتها في الفترة نفسها من الأعوام السابقة.
ومن فوائد أزمة “كورونا” أيضاً، أن دراسة حديثة لمجلة Nature” ” العلمية أفادت أن طبقة الأوزون تتعافى حاليا ولديها قدرة على التعافى بشكل كامل، فقد ظهرت علامة على نجاح نادر فى عكس الضرر البيئي وتبين أن العمل العالمي المنسق يمكن أن يُحدث فارقا.
كل هذا يحيلنا إلى أن الأرض كانت تحتاج إلى وقفة استراحة، تتجدد فيها الحياة، وهو ما زكى الشعارات التي لا طالما رفعها النشطاء، والحركات المدافعة عن البيئة والمناخ في العالم، حول وقف الانبعاثات السامة، والتلوث الناتج عن الصناعة، التي كان يصفها العديدون بالمطالب “الثانوية”.
لكن مع الأزمة الحالية التي تُسارع الدول لتجاوزها، ارتفعت مجموعة من الأصوات تُطالب بإستخلاص الدروس، خصوصاً مع حجم الصور التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، لكوكبنا وهو في صحة جيدة.
غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في ظل هذه الأزمة، هل كنا في حاجة إلى أن تصيبنا “الجائحة”، وتفرض على الإنسان الابتعاد عن التسبب في الضرر للطبيعة ولنفسه؟، أم أن الإنسان عموماً في حاجة دائمة إلى صفعات تاريخية تجبره على تغيير سلوكه وأفكاره ونمط عيشه؟.
انتهاء “أزمة” إضراب المحامين.. فرضوا على وهبي “التنازل” في مجموعة من النقط وهذه أهم الاتفاقات
أعلن مكتب جمعية هيئات المحامين بالمغرب رسمياً، أمس الاثنين، إنهاء مقاطعة الجلسات في مختلف …