أكد رئيس مجلس المستشارين، حكيم بنشماش، ونائب وزير الخارجية المكسيكي، خوليان فنتورا فاليرو، أمس الخميس بمكسيكو، عزم البلدين على استثمار موقعهما الجغرافي المتميز لبناء شراكة استراتيجية بناءة تشمل جميع مجالات التعاون.
واتفق المسؤولان، خلال مباحثات جرت بحضور خليفة رئيس مجلس المستشارين، عبد القادر سلامة، وسفير المملكة لدى المكسيك، عبد الفتاح اللبار، على الاستفادة من جميع الفرص والإمكانات المتاحة، كشريكين فاعلين في التعاون جنوب ـ جنوب، وذلك عبر بلورة مشاريع وبرامج عمل تسهم في بناء علاقات ثنائية مبينة على الاحترام المتبادل والتضامن والمصالح المشتركة.
كما تطابقت وجهات نظر الجانبين حيال أهمية تكثيف الجهود لتعزيز علاقات التعاون الثنائية، بهدف الرقي بها إلى مستويات أعلى، لا سيما في مجالات الفلاحة والتنمية الاجتماعية ومكافحة التغيرات المناخية وتعزيز المبادلات التجارية.
وأكد بنشماش، في كلمة بالمناسبة، أن هذه المباحثات مع المسؤولين المكسيكيين هي فرصة لإبراز تطابق وجهات النظر بين المغرب والمكسيك بشأن العديد من القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي وتأكيد عزم البلدين على الرقي بعلاقاتهم إلى مستوى شراكة استراتيجية نموذجية، مذكرا، في هذا السياق، بالزيارة التاريخية التي قام بها الملك محمد السادس إلى المكسيك سنة 2004 والآفاق الواعدة التي فتحتها، من خلال توسيع مجال التعاون جنوب ـ جنوب مع بلدان المنطقة.
وبعدما شدد على الأهمية التي يوليها الملك للتعاون جنوب ـ جنوب كخيار استراتيجي، أكد رئيس مجلس المستشارين أن المغرب، بحكم موقعه الجغرافي المتفرد كحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا والعالم العربي، وريادته الإقليمية في العديد من المجالات، وكذا مناخ الاستقرار والديمقراطية الذي يتمتع به، على استعداد لبناء بشراكة نموذجية بين بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية.
واعتبر بنشماش أنه مع بروز جيل جديد من القادة المتحررين من الأيديولوجيات البائدة، في المنطقتين، فإن الظروف باتت مهيئة اليوم لتدارك الوقت الضائع من خلال إطلاق حوار سياسي وبرلماني والنهوض بشراكة نموذجية بين البلدين، تقوم على منطق رابح ـ رابح وتخدم مصلحة الشعبين الصديقين، مؤكدا أن المغرب يتمتع بكافة المقومات التي تجعل منه شريكا متميزا وجديرا بالثقة.
وأضاف أن الهدف المرجو يتمثل في تبادل الخبرات في مختلف المجالات وتطوير مبادرات ملموسة للتعاون تستثمر الفرص المشتركة، ولاسيما الوضع الإقليمي للمغرب وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، كجسر يربط أمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي وأمريكا اللاتينية، من جهة، والعالم العربي وإفريقيا، من جهة أخرى، وكذا الموقع الجغرافي للمكسيك وتجربتها السياسية كبلد صاعد.
وبخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، دحض بنشماش الادعاءات الكاذبة التي يروجها الانفصاليون، مبرزا وجاهة المقترح المغربي للحكم الذاتي ، كحل سياسي وعادل وواقعي، من أجل إنهاء هذا النزاع المصطنع و كـ”شكل متقدم من أشكال تقرير المصير”، المتطابقة مع قواعد القانون الدولي.
من جانبه، أشار المسؤول المكسيكي إلى أن زيارة الوفد البرلماني المغربي لمكسيكو تفتح مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين كفيلة بالإسهام في تعزيز علاقاتهما الجيدة، مضيفا أن الحوار السياسي والبرلماني وكذا التعاون الثنائي يتعين أن يشمل جميع المواضيع والمجالات.
واعتبر فنتورا فاليرو أن قطاعات مثل التنمية الاجتماعية والفلاحة وصناعة السيارات وتدبير الموارد المائية والتجارة الحرة والطاقات المتجددة والتغير المناخي والهجرة ليست مواضيع للتعاون الثنائي فحسب، بل أيضا فرصا لبناء شراكة نموذجية بين البلدين، مؤكدا أن المكسيك عازمة على المضي قدما في تجسيد هذه الشراكة المربحة للبلدين.
كما أكد نائب وزير الخارجية المكسيكي على دور البلدين في إعطاء بعد إقليمي ودولي لهذه الشراكة، في إطار التعاون جنوب ـ جنوب، مشددا على الدور المحوري للدبلوماسية البرلمانية في تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وكان رئيس مجلس المستشارين، الذي يقوم بزيارة للمكسيك (24/ 28 فبراير)، بدعوة من منتدى رئيسات ورؤساء المجالس التشريعية بأمريكا الوسطى والكاريبي “الفوبريل”، قد أجرى مباحثات مع العديد من المسؤولين المكسيكيين ورؤساء البرلمانات الأعضاء في هذا التكتل الإقليمي.
الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية
د. الطيب حمضي. طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية. صحيح أن الأنفلونزا الموسمية لي…