“فرانس بريس”

حذرت تركيا اليوم الجمعة من أنها ستفتح أبواب العبور أمام اللاجئين الراغبين في التوجه الى أوروبا غداة مقتل 33 جنديا تركيا في غارة جوية في ادلب بشمال غرب سوريا نسبت مسؤوليتها الى دمشق.

وعبرت المجموعة الدولية عن مخاوف من تصعيد خطير في المنطقة فيما يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعا طارئا الجمعة لبحث الأزمة السورية.

ويأتي القصف بعد أسابيع من التوتر الشديد بين تركيا التي تدعم فصائل مقاتلة في سوريا ودمشق المدعومة من روسيا. وما يزيد من التوتر اعلان موسكو ان سفينتين حربيتين روسيتين ستعبران الجمعة مضيق البوسفور في اسطنبول.

وحذرت الأمم المتحدة تكرارا من أن القتال في إدلب قد يؤدي الى أسوأ أزمة إنسانية منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، لكن الفيتو الروسي المدعوم في غالب الاحيان من الصين لطالما عرقل أي تحرك في مجلس الأمن.

وغداة مقتل 33 جنديا تركيا في غارات جوية في ادلب نسبتها أنقرة الى دمشق، ردت انقرة بقصف مواقع لقوات النظام السوري “من الجو والارض” كما أعلن مدير الاعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين ألتون.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 16 عنصرا من قوات النظام السوري في هذا القصف.

وذكر المرصد “مقتل 16 عنصراً من قوات النظام جراء قصف تركي بالمدفعية والطائرات المسيرة استهدف مواقع لقوات النظام بأرياف إدلب الشرقية والجنوبية والجنوبية الشرقية”. ولم تعلق سلطات دمشق على التصعيد الأخير مع أنقرة كما لم تعلن حصيلة.

ودعت الأمم المتحدة إلى وقف اطلاق نار فوري مؤكدة ان “مخاطر تصعيد أكبر تتزايد”.

في هذا الاطار أعلن الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ ان الحلف سيعقد اجتماعا طارئا الجمعة على مستوى سفراء الدول الاعضاء الـ29 بموجب المادة 4 من الاتفاقية التي يمكن ان تلجأ اليها دولة عضو اذا اعتبرت ان “سلامة ووحدة أراضيها واستقلالها السياسي والامني” بات مهددا.
وفي خطوة يمكن أن تخلف تداعيات كبرى على الدول المجاورة لتركيا في الغرب، أعلنت أنقرة انها لن تمنع المهاجرين الراغبين في الوصول الى أوروبا من مغادرة أراضيها.

وقال مسؤول تركي كبير حسب وكالة “فرانس برس” رافضا الكشف عن اسمه “لن نبقي بعد الآن الأبواب مغلقة أمام المهاجرين الراغبين في التوجه الى أوروبا”.

واتخذ قرار “فتح الأبواب” خلال اجتماع أمني طارىء ترأسه الرئيس رجب طيب اردوغان ليل الخميس الجمعة.

وكانت وسائل إعلام تركية ذكرت في وقت سابق أن مجموعات مهاجرين كانت تتجه صباح الجمعة نحو الحدود مع اليونان في غرب تركيا.

وأعلنت اليونان من جهتها الجمعة أنها عززت الدوريات على الحدود بعد الاعلان التركي.

وقال مصدر حكومي إن “اليونان شددت حراسة أراضيها ومعابرها البحرية الى أقصى درجة ممكنة” فيما أفاد مصدر في الشرطة أن الدوريات على الحدود تضاعفت وتم إصدار دعوة عامة لرفع الجهوزية.

وكانت تركيا هددت عدة مرات في السابق “بفتح الأبواب” الى أوروبا أمام المهاجرين، ما يعتبره المراقبون وسيلة ضغط على دول الاتحاد الاوروبي التي لا تزال تحت وطأة أزمة الهجرة التي شهدتها في صيف 2015.

حضت تركيا الجمعة المجموعة الدولية على إقامة منطقة حظر جوي في شمال غرب سوريا لمنع طائرات النظام السوري وحليفته روسيا من شن ضربات.

وقال مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية إن “المجموعة الدولية يجب أن تتخذ اجراءات لحماية المدنيين وإقامة منطقة حظر جوي” في منطقة إدلب.

وتشن قوات النظام السوري بدعم من الطيران الروسي منذ دجنبر الماضي، هجوما واسع النطاق لاستعادة إدلب، آخر معقل لفصائل معارضة وجهاديين في سوريا، وتقوم بعمليات قصف أوقعت مئات القتلى من المدنيين.

وقال ألتون في بيان إن “ملايين المدنيين يتعرضون لقصف منذ أشهر” موضحا أن ” النظام يستهدف بنى تحتية ومدارس ومستشفيات بانتظام”. وأضاف أن “روسيا وايران الداعمتين للنظام ستخسران كل مصداقية اذا فشلتا في الالتزام بتعهداتهما بخفض أعمال العنف والاعمال الحربية في ادلب”.

في موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن الجنود الأتراك الذين استهدفهم قصف قوات النظام السوري الخميس كانوا ضمن “وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية”.

وقالت الوزارة إن “عسكريين أتراكا كانوا في عداد وحدات مقاتلة من مجموعات إرهابية تعرضت لنيران جنود سوريين” في محافظة إدلب. وأشارت الى أن الجانب التركي لم يبلغ عن وجود قوات له في المنطقة المعنية وأنه “لم يكن يفترض أن تتواجد هناك”.

بموجب الاتفاق الروسي-التركي يفترض أن تبلغ القوات التركية المتواجدة في محافظة إدلب، روسيا بمواقعها بهدف تجنب حوادث مسلحة. وهذا الأمر لم يحصل بحسب موسكو الخميس ما أدى الى مقتل 33 جنديا تركيا على الأقل.

لكن تركيا سارعت الى رفض التفسير الروسي.

التعليقات على بعد مقتل 33 من جنودها في سوريا.. تركيا تفتح أبوابها أمام المهاجرين الراغبين في العبور نحو أوروبا مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

أمام تزايد الانتقادات.. الحكومة الألمانية تفتح تحقيقا لكشف ما إذا كان بالإمكان تفادي هجوم ماغديبورغ

تعهّدت الحكومة الألمانية الأحد بفتح تحقيق لكشف ما إذا كان بإمكان أجهزة الاستخبارات منع وقو…