اندلعت مؤخراً حرب كلامية بين وزارة الثقافة ونقابة المسرحيين، بسبب مشاركة فرق مسرحية مغربية في مهرجانات خارج البلاد، حيث تبادل الطرفان الاتهامات، بخصوص دعم هذه الفرق التي تمثل المغرب.

وجاء رد الوزارة على تصريحات مسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامي، التي ذكر فيها أن 3 فرق مسرحية مغربية مشاركة في المهرجان العربي للمسرح بالأردن، بإسم المغرب من دون تعويض.

الوزارة التي ردت في بلاغ مطول أكدت، أن الفرق الثلاث المشاركة في المهرجان العربي للمسرح، لم تسلك القنوات الرسمية، بل إنها شاركت بعد تلقيها دعوات شخصية من الجهة المنظمة وهي الهيئة العربية للمسرح، التي يشغل بها حسن النفالي منصب المسؤول عن الإدارة والتنظيم.

وردت الوزارة في بلاغ لها توصل “الأول” بنسخة منه، على كلام بوحسين، حيث قالت، “لقد تم اختيار الفرق الثلاثة التي شاركت في هذه التظاهرة، من قبل الهيئة العربية للمسرح كجهة منظمة بناء على ترشحها الفردي والمستقل عن القطاع الحكومي الوصي، دون المرور عبر قنوات وزارة الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أو مراسلة وزارة الثقافة والشباب والرياضة -قطاع الثقافة – بصفة مباشرة. وإيمانا من الوزارة بضرورة دعم الفرق الفنية المغربية، استجابت للطلبين اللذين تقدمت بهما كل من فرقة “أكون للثقافات والفنون” وفرقة “المسرح المفتوح”، وقررت الوزارة رغم ذلك، تخصيص مبلغ 40.000 درهم لاقتناء العرضين المعنيين، 20.000 درهم لكل عرض (دون احتساب الضريبة). وقد تم إبلاغ الفرقتين المعنيتين من طرف مصالح مديرية الفنون، بموافقة الوزارة شفويا وكتابيا. أي، عبر الهاتف، وأيضا عبر مراسلتين رسميتين عبر البريد بتاريخ 9 يناير الجاري”.

وتابع البلاغ “وللتذكير، وإقرارا بمجهودات وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الثقافة في دعم الفرق المسرحية المغربية، فإن الفرق المسرحية الثلاث المشاركة، قد حصلت برسم السنوات الثلاثة الماضية (2017-2018-2019)، على دعم الوزارة بما مجمله: فرقة “مسرح أكون للثقافات والفنون”: 1.113.000درهم. فرقة “المسرح المفتوح”: 1.193.000 درهم. أما فرقة “شارع الفن للإبداع” : 200.000 درهم؛ عن سنة 2019”.

وأكد البلاغ على أن الوزارة “وخارج إطار منظومة الدعم التي تطلقها سنويا٬ قد دعمت مشاركة فرقة “أكون للثقافات والفنون” من أجل المشاركة في “أيام قرطاج المسرحية” بتونس شهر نونبر 2019 باقتناء تذاكر السفر لأفراد الفرقة بمبلغ 42.930 درهم. واقتناء عرض من عملها المسرحي “سماء أخرى” بمبلغ 25.000 درهم (دون احتساب الضريبة)٬ ونفس الأمر بالنسبة لفرقة “معمل التكوين والبحث الدرامي”، التي تم دعمها بشراء عرضها المسرحي “الوجه الآخر للقمر”. رغم أن هاتين المشاركتين كانتا فرديتين ومستقلتين عن الوزارة، ولم تمرا أيضا عبر القنوات الرسمية المعمول بها”.

وذكرت الوزارة في بلاغها، بأن “العروض المسرحية المشاركة في مختلف المهرجانات الثقافية العربية سواء الفائزة بجوائز أو غيرها، هي مسرحيات تم إنتاجها بفضل دعم الوزارة الذي وصل إلى 70% من ميزانية الإنتاج. ومن جهة أخرى، نشير إلى أن الغلاف المالي الذي رصدته الوزارة لدعم المشاريع الثقافية والفنية في قطاع المسرح لسنة 2019 قد تجاوز 19.000.000 درهم، مقارنة مع كل من قطاع الفنون التشكيلية بغلاف مالي قدره 1.045.000 درهم، وقطاع الموسيقى والأغنية والفنون الكوريغرافية بغلاف مالي قدره 8.175.200 درهم”.

وعبرت الوزارة عن استغرابها من التصريح الذي أدلى به رئيس النقابة، وعن استنكارها ورفضها لكل ما وصفتها بـ”المغالطات المتداولة سواء عبر الصحافة الوطنية أو عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي. ومثل هذه التصريحات المؤسفة تتعمد الإساءة إلى جهود دعم الوزارة الدائم لكل الفرق المسرحية وللمسرح المغربي، ونفيَ دور الوزارة المحوري فيما وصل إليه المسرح المغربي من غزارة في الإنتاج وتطور في التجارب. حيث بلغ مجمل ما خصصته الوزارة من دعم مالي لقطاع المسرح وحده، ومنذ سنة 2014و إلى 2019 هو 81.501.500 درهم. كما تجدر الإشارة إلى أن اهتمام الوزارة موجه إلى الشأن المسرحي بالمغرب برمته وإلى كافة الفرق المسرحية على اختلاف توجهاتها ومشاربها وانتماءاتها النقابية أو المهنية، وذلك من أجل تطوير فن مسرحي هادف وتمكينه من الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وطنيا ودوليا٬ وكذا تشجيع إحداث فرق مسرحية قادرة على التأطير والتكوين في هذا المجال”.

ولم يتأخر رد نقابة الصحفيين، على لسان رئيسها بوحسين الذي  كتب تدوينة على صفحته بـ”الفايسبوك”، وصف فيها بلاغ الوزارة بـ”الرد الكاريكاتوري”، قائلاً: “فوجئ الرأي العام المسرحي بهذا الرد “الكاريكاتوري” من قبل وزارة الثقافة والشباب والرياضة- قطاع الثقافة وبما أن البلاغ لم يرد على محور المشكل… وحاول العودة إلى نفس الأساليب المبنية على التعويم والتعتيم والرهان على تقسيم الصف المسرحي وتصنيف المنظمات الى جادة وغير جادة، فقد تمت دعوة السكرتارية التنفيذية لعقد اجتماع مستعجل للتداول في الموضوع لاتخاذ الموقف الحاسم والخطوات المناسبة”.

ومن وجهة نظر مهني المسرح، فإن الدعم المسرحي واجب على الدولة للرفع من الإبداع الفني والمسرحي، وأن المجهودات المبذولة في هذا الاتجاه لا تزال “ضعيفة”، ولا ترقى إلى ما ينتظره العاملون في المجال المسرحي عموماً.

التعليقات على حرب البلاغات تندلع بين عبايبة ومهنيي المسرح بسبب “الدعم المالي” للمشاركة في مهرجان المسرح العربي مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

سابقة تاريخية.. إسم حزب الاستقلال مكتوب بحرف “التيفيناغ” والبركة للمؤتمرين: “نعتز باللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية”

قال نزار البركة الأمين العام لحزب الاستقلال خلال كلمته الافتتاحية، اليوم الجمعة، بمناسبة ا…