فاجأ رجل الأعمال اللبناني، كارلوس غصن، العالم بإعلان وصوله إلى لبنان، هاربا من اليابان التي يقضي فيها إقامة جبرية على خلفية اتهامات حول “سلوكه المالي” في الفترة التي شغل فيها منصب رئيس اثنتين من كبرى شركات صناعة السيارات اليابانية، نيسان وميتسوبيشي.

وأثيرت معلومات من مصادر مطلعة تؤكد أنه خرج من اليابان عن طريق التهريب عبر صناديق الآلات الموسيقية، مع أن هذا السيناريو لا يمكن أن يكون دقيقا إلا إذا كان ثمة خطأ قد حصل للتغاضي عنه في مطار اليابان.

وإذا لم يكن غصن يتمكن من النزول لشراء زجاجة حليب من المتجر بالحي الذي يقطنه دون أن يخبر أحدا بذلك ويعلمه بتحركاته، فكيف تمكن من الهرب إلى خارج البلاد؟

صحيفة “لوموند” الفرنسية، التي وصفت العملية بأنها “تليق بجيمس بوند”، أفادت بأن كارول غصن دبّرت هرب زوجها كارلوس من اليابان إلى لبنان، بمساعدة إخوتها من والدتها الذين يقيمون علاقات ممتازة في تركيا، وقرار الفرار اتخذ بعدما أصيب غصن بالهلع جراء وصول معلومات للسلطات اليابانية من مصرف سويسري ومن “الجهات الضرائبية” في جزر “العذراء” ومن دبي.

وقالت الصحيفة إنه جرى تهريب غصن على متن طائرة سرية متجهة إلى تركيا.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن هروبه من اليابان جاء بعد أسابيع من التخطيط من قبل شركاء.

ونقلت الصحيفة قول أشخاص قريبين من القضية إنه تم تشكيل فريق للتدبير لعملية هربه ونفذوا الخطة نهاية الأسبوع الماضي.

وكتبت الصحيفة أن غصن هُرِّب من مقر إقامته في طوكيو المراقب من قبل المحكمة إلى طائرة خاصة نقلته إلى تركيا ثم واصل رحلته إلى لبنان.

وتفيد مصادر الصحيفة أنه التقى زوجته كارول هناك التي لعبت دورا كبيرا في عملية تهريبه.

وفي رسالة نصية إلى صحيفة “وول ستريت جورنال”، وصفت السيدة غصن لم شملها مع زوجها بأنه “أفضل هدية في حياتي”.

وتقول مصادر لموقع هيئة الإذاعة والتلفزيون الياباني، إن وكالة خدمات الهجرة اليابانية أفادت بأنه لا يوجد في سجلاتها ما يدل على مغادرة غصن للبلاد.

وتحدثت الصحيفة وتقارير إعلامية أخرى أن غصن وصل إلى لبنان عبر تركيا مستندة في ذلك على بيانات موقع “فلايت رادار 24” والتي يظهر فيها مغادرة طائرة خاصة من أوساكا باليابان إلى إسطنبول في تركيا وأخرى غادرت صوب لبنان في المدة الزمنية ذاتها التي قيل إن غصن وصل فيها إلى لبنان.

تساؤلات عدّة طُرحت حول كيفية مروره على الحواجز الأمنية في المطار، وهي لا تزال موضع تساؤل حتى الآن، لكن السؤال الأهم هو عن جواز سفره، فهو دخل لبنان آتيا من تركيا على متن طائرة خاصة، من خلال جواز سفره الفرنسي، مع العلم أن السلطات اليابانية صادرت جواز السفر الفرنسي الخاص به، فكيف تم الاستحصال على جواز سفر جديد؟

وسائل إعلام لبنانية محلية كشفت عن بعض تفاصيل طريقة وصول غصن إلى لبنان، وقالت: دخل رئيس نيسان السابق إلى بيروت بعد مسيرة أشبه بالأفلام البوليسية.

وأوضحت أن العملية نفذتها مجموعة “بارا عسكرية” تزامنا مع وجود زوجته في الولايات المتحدة ودخلت الفرقة إلى منزله في اليابان تحت غطاء فرقة موسيقية لعشاء ميلادي، ثم عادت وخرجت بعد انقضاء الوقت المنطقي للحفلة.

ولم تعلم حينها السلطات اليابانية أن كارلوس غصن اختبأ في أحد الصناديق المخصصة لنقل الآلات الموسيقية، ثمّ غادر البلاد عبر مطار محلّي.

ولم يفصح غصن -الذي يحمل الجنسيتين الفرنسية واللبنانية- كيف غادر اليابان، لكنه أوضح أنه لم يتهرب من محاكمته، وأنه هرب مما وصفه بالظلم والاضطهاد السياسي.

عن وكالات

التعليقات على في عملية شبيهة بأفلام “جيمس بوند”.. هكذا تمكنت زوجة كارلوس غصن من تهريبه إلى لبنان مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

أحزاب ونقابات وجمعيات تؤسس “جبهة وطنية” لمواجهة مشروع قانون الإضراب