تعيش مستعجلات الولادة بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بمدينة الدار البيضاء، في هذه الأثناء من مساء يومه الخميس على وقع غليان غير مسبوق، بسبب مطالبة أحد عناصر الحراسة أفراد عائلة سيدة وضعت قبل أيام بإتاوة قدرها 200 درهما مقابل السماح لهم بالدخول لرؤيتها.
وفي تفاصيل الواقعة التي أثارت حفيظة أفراد أسرة السيدة المذكورة، ما دفعهم إلى الاحتجاج بقوة أمام بوابة المؤسسة الصحية، تحكي لمياء ل”الأول” أنها منذ يوم الإثنين الماضي وهي ممنوعة رفقة شقيقها من زيارة أختها التي دخلت المؤسسة الصحية في حالة حرجة، مشددة على أنها لا تتوفر على أي معلومة بخصوص الوضع الصحي لشقيقتها ورضيعتها رغم مطالبتها مرارا بذلك.
وأضافت المتحدثة أنها عندما طالبت مساء اليوم مرة أخرى بالسماح لها بولوج مصلحة المراقبة حيث تمكث شقيقتها منذ أربعة أيام، أجابها حارس أمن بأن الفضاء يمنع على الرجال والنساء ولوجه، لكنها تفاجأت عندما حان وقت الزيارة المسموح به للعموم، بوجود رجل داخل المصلحة التي قيل لها إن التواجد بها ممنوع على الرجال والنساء على حد سواء، وعندما نقلت تظلمها إلى حارس الأمن المذكور رد عليها ببرودة “هذاك عطاني 200 درهم وخليتو يدخل”، في إشارة صريحة إلى كونه معتاد على تلقي رشاوى نظير تقديم خدمات من هذا القبيل. وأمام امتناعها وجه إليها سيلا من السباب. على حد تعبيرها.
رجل الأمن الذي انتدبته شركة خاصة لمهمة حراسة بوابة مصلحة الولادة، فتحول إلى الآمر الناهي بها المطلع على تفاصيل الأوضاع الصحية للسيدات الحوامل وغيرهن، لم يتوقف عند هذا الحد فقط؛ بل زاد مخاطبا إياها بملئ فاه: “ودابا واخا يجي محمد السادس والله لا دخلتي”.
وليست لمياء وحدها من تعرضت لهذه الممارسات التي تؤكد بالملموس أن واقع الصحة بالمملكة مازال عليلا رغم الاستراتيجيات الهلامية التي تسوق لها الدولة والوعود الكبرى التي ما فتئ رئيس الحكومة ومعه وزير الصحة يقدمانها للمواطنين، فضلا عن ملايين الدراهم المرصودة من أموال دافعي الضرائب لتأهيل القطاع وإخراجه من الأزمة التي يتخبط فيها؛ بل توجد المئات من الأسر المغلوبة على أمرها في نفس الوضعية، ممن وجدت نفسها بين مطرقة ضعف الخدمات الصحية وسندان الابتزاز والمساومات.
وفي واقعة أخرى، احتج مواطن بعدما لم يسمح له أيضا بزيارة زوجته وتفقد حال وليده، فوعدته إحدى الممرضات بتمكينه من ذلك مقابل التزام الصمت ورفع اعتصامه داخل مصلحة الولادة. وهو ما تم عقب دقائق معدودات، إذ أخرجوا له زوجته وهي ممددة على سرير، بينما يرابط مواطنون آخرون أمام بوابة المؤسسة الصحية المذكورة في ظروف تفتقد لأدنى شروط الكرامة.
فرنسا.. حداد وطني تضامنا مع ضحايا الإعصار “شيدو” الذي ضرب أرخبيل مايوت
تشهد فرنسا الإثنين 23 ديسمبر حدادا وطنيا أعلنه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تضامنا مع ضح…