وسط استقبال باهت من مناضلي الحزب.. لشكر يعلن عن إشراك الاتحاديين الغاضبين في الإعداد للمؤتمر القادم ويتعهد بتجميع قوى اليسار في ذكرى التأسيس

وسط حضور اتحادي قوي، ملأ كل جنبات مسرح محمد الخامس بالرباط، إضافةً إلى البعض من زعماء الأحزاب المغربية والنقابات، وبالرغم من الاستقبال الباهت الذي استقبل به الاتحاديون كاتبهم الأول إدريس لشكر، نظراً للسياق الذي نظم فيه حفل تخليد الذكرى الستين لتأسيس الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أمس الثلاثاء، والذي يتميز بسخط أغلب الاتحاديين على القيادة الحالية واتهام لشكر بتغليب مصلحته ومصلحة المقربين منه على مصلحة الحزب، وإقصاء المعارضين له، إلا أن هذا الأخير (لشكر) عاد في خطاب “نوستالجي” إلى الحديث عن “وطنية الاتحاد” و”تاريخه” و”شهدائه وقياداته التاريخية” محاولاً “دغدغة” مشاعر قواعده.

ادريس لشكر استحضر في كلمته الشهيد المهدي بنبركة الذي تحلّ ذكرى اختطافه واغتياله الـ 54 من دون الكشف عن حقيقة وظروف وملابسات ما وقع بالرغم من تعاقب البعض من قيادات حزب الوردة على وزارة العدل وآخرهم محمد بنعبد القادر في الحكومة الحالية.

كما استشهد لشكر بعبد الرحيم بوعبيد وعمر بنجلون، محاولاً “عبثاً” تصوير أن الحزب لا يزال مشدوداً بخيوط الماضي المجيد، لكن تفاعل الجمهور من الاتحاديين الحاضرين لم يحصل مع كلمة لشكر إلا عندما تحدث عن نيته الدفع بالمصالحة والانفتاح، عندما قال “إننا حريصون على أن تعمل العائلة الاتحادية على توسيع قاعدتها الاجتماعية والجماهيرية كما أننا حريصون على جعل الندوات الوطنية الكبرى التي سنعقدها إلى غاية 20 مارس المقبل مجالاً للحوار بين كل الكفاءات الحزبية الموجودة اليوم في المؤسسات الحزبية وغير الموجودة”، ليقطع صوت التصفيقات القوية من الحاضرين كلمة الكاتب الأول.

وتابع لشكر متحدثاً عن المصالحة، قائلا، “هذه الندوات والنقاشات ستهم قضايا متعلقة بالوحدة الترابية والاندماج المغاربي، والقضايا المتعلقة بالبناء الديمقراطي والمؤسساتي، والقضايا المتعلقة بالاقتصاد الوطني، المسألة الاجتماعية والسؤال الثقافي والحريات”.

وتعهد لشكر أمام مناضلي حزبه، بأن “نتائج هذا العمل هو ما سيشكل مشروعاً متوافق حوله يتم تقديمه إلى اللجنة التحضيرية للمؤتمر المقبل، التي بدورها ستضم كفاءات اتحادية سواءً من داخل الأجهزة الحزبية الحالية أو التي ليست في الأجهزة الحزبية”، ليعاود الحاضرون للتصفيق من جديد.

وأعلن ادريس لشكر تعهداً ثانياً لا يقل أهمية عن الأول، عندما قال “وتجسيداً لقناعتنا بوحدة اليسار فإننا نعلن أننا سندعو جميع التنظيمات اليسارية التي في المجتمع من أحزاب ونقابات وجمعيات لبحث أفق جديد للعمل المشترك”.