في خطوة وصفت بـ”الغريبة”، وجه مدير مؤسسة تعليمية بالمحمدية استفسارا لأستاذ يعمل بنفس المؤسسة حول “انشغاله بالكلام والضحك أثناء تحية العلم الوطني وترديد النشيد الوطني من لدن التلاميذ”.

وفي وثيقة إدارية تحمل توقيع مدير الثانوية الإعدادية فلسطين بالمحمدية بتاريخ 28 شتنبر الجاري، خاطب هذا الأخير الأستاذ المذكور بالقول: ”أثناء تحية العلم الوطني وترديد النشيد الوطني من لدن التلاميذ كنتَ منشغلا بالكلام والضحك وكأن هذا الواجب الوطني لا يهمك؟”، مطالبا إياه بتقديم توضيحات حول السبب.

الأستاذ موضوع الاستفسار، قال في ردّ “نسب إليه” على المدير: “لم أكن سيدي المدير منشغلا حينها بشيء أكثر من انشغالي بكونك منشغلا بي، وهذا ما أثار حفيظتي وجعلني مستغربا، فلقد كان من الأجدر التركيز على ترديد النشيد الوطني، وأداء تحية العلم بكل وطنية”، وزاد: “أما فيما يخص ادعاءك أني كنت أضحك حينها، فهو أمر حقيقي، لكن الأمر لم يعد سوى ابتسامة فخر واعتزاز بانتمائي لهذا الوطن الأبي، والضحك درجات تختلف باختلاف المتلقي”.

ومضى المتحدث مسترسلا: “فابتسامتي، كانت ملء فمي بقدر حبي لوطني العزيز، هذا إن لم تكن تمانع في منحي لوطني إبتسامة الهوية، وصدق الانتماء لبلد عزيز على قلوبنا، حري بنا أن نفتخر به و نبتسم لأجله، لأن أرضه حبلى بالابتسامة، كابتسام الوليد، فابتسم سيدي المدير بفخر و اعلم ان الذي نفسه بغير جمال، لا يرى في الوجود شيئا جميلا، يحيا المغرب و ابتسامتي فداء لبلدي”.

وخلَّف هذا الإجراء موجة استهجان واسعة  على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، إذ اعتبره النشطاء علاوة على عدد من رجال ونساء التعليم، أسلوبا “دخيلا” على منظومة التربية والتعليم ببلادنا، وصورة تظهر المدرسة العمومية وكأنها تحولت لثكنة عسكرية بتسيير أمني صرف، سيما وأن هذه الواقعة تزامنت مع نازلة مماثلة عرفتها مدينة القصر الكبير يوم السبت الماضي، حينما أوقفت مصالح الشرطة بمفوضية القصر الكبير تلميذا لا يتجاوز سنه الـ17 ربيعا، بموجب شكاية تقدم بها ضده مدير الثانوية التأهيلية التي يتابع فيها دراسته، بتهمة الإساءة إلى النشيد الوطني.

التعليقات على هكذا ردَّ أستاذ بالمحمدية على مديره بعدما وجَّه إليه استفسارا بسبب ضحكه أثناء تحية العلم مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

قطر تقول لا توجد إرادة سياسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة

قال محمد الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية الإثنين إنه لا توجد إرادة سياسية للتو…