فاروق المهداوي – الرباط
في إطار أنشطتها الرمضانية، نظمت هيئة المحامين بالرياط، أمس الثلاثاء 28 ماي الجاري، لقاء مفتوحا مع النقيب محمد زيان، تحت شعار “مسار نقيب تاريخ محاماة”.
وفي هذا الصدد قال محمد زيان، إن “طفولتي كانت أحسن من رائعة، حيث كان كل شيئ متوفر لجيلنا، ولدت في إسبانيا في الوقت الذي كان للأجانب قيمة كبيرة بهذا البلد حيث كان فرانكو يسعى لإعادة بناء الملكية بهؤلاء الأجانب وكان يوفر لهم كل الحاجيات”، مضيفا، “عدنا للمغرب فوجدنا الاستعمار الفرنسي ترك الإدارة المغربية فارغة، فهنا تم توفير كل الوسائل من أجل متابعة الدراسة كما كان العمل جد متوفر”.
وأضاف زيان، “اشتغلت في وزارة الفلاحة والتلفزة في البداية، قبل دخولي لمهنة المحاماة الذي جاء بالصدفة، لكن اصطدمنا بواقع آخر خصوصا أن هذه المهنة كان يلجها مختلف التكوينات، مثل التكوين في الشرطة أو التكوين الشرعي… بالإضافة إلى بعض الممارسات التي كان القضاء لا زال منغمسا فيها وذلك بعد تطبعه بعمل القضاء الفرنسي، مما جعل المهنة تعيش ظروفا خاصة بسبب الظروف السياسية التي كانت تعيشها البلاد”.
وأشار زيان إلى أول لقاء بالملك الراحل الحسن الثاني، “التقيت بالملك الراحل الحسن الثاني بعد صعودي لمجلس هيئة المحامين بالرباط، وبعد أن جالسته تبين لي أن الملك ليس كما يُحكى لي عنه، فوجدته إنسانا تقدميا ومتفهما، فنصحته بأن يخرج للشعب ويجوب الشوارع وأن يلتقي مع الشعب، فما يقال عنه في الشارع ليس هو الواقع”، مؤكدا على أنه “مباشرة بعد الخروج من هذا اللقاء انسحبت من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وأصبحت ملكيا حتى النخاع، وتركت التوجه الاشتراكي الذي حلمت به لسنوات”.
وقال زيان معلقا على غرفة المشورة بمحكمة النقض بالرباط، القاضي بتوقيفه عن مزاولة مهنة المحاماة لمدة ثلاثة أشهر، “ارتكبت العديد من الأخطاء في الفترة التي كنت فيها نقيبا، من بينها أني لم أشطب على العديد من الزملاء، وذلك بسبب شخصيتي الهشة”، متابعا “في المقابل أسجل أنه في الفترة التي كنت فيها نقيبا لم يتابع فيها أي محامي ولم تتم إدانة أي محامي”.
وأردف زيان قائلا “هناك العديد من الزملاء الذين أحترمهم في المهنة، من بينهم الأستاذ عبد الرحمان بنعمرو، فبالرغم من أنني لا أتفق مع أفكار السيد النقيب، إلا أنني أحترمه كثيرا وأقدره”، مضيفا أنه “يجب على المحامي أن يتحلى بالصدق، والأمانة، وهذه هي رسالتي للمحامين الشباب”.
وعن مساره في وزارة حقوق الإنسان، قال زيان إن “منصب الوزير جاء بضغط مجموعة من الأصدقاء الذين أحترمهم كثيرا، أما بخصوص موقفي منه، فقد كنت رافضا لهذا المنصب لأنني كنت متخوفا من أن يفسد علاقتي مع النظام المغربي، وبالفعل لم أجد مشاكل مع النظام، لكني وقعت في مجموعة منها مع وزير الداخلية السابق إدريس البصري”.
وتحدث زيان عن فترة استوزاره، قائلا “في هذه الفترة تم دعمي من طرف الراحل الحسن الثاني، وأعتز بما حققته في مجال حقوق الإنسان، سواء في فتح المجال لمنظمة العفو الدولية للاشتغال في المغرب، وملف جبل لمولا، والمجموعة التي كانت تود الإنتحار في مقر الاتحاد المغربي للشغل، والعديد من الملفات التي كانت عالقة”.
وفي مقارنة بين الماضي والحاضر، قال زيان “في 2019، نفتقد للإرادة السياسية من أجل حل ملفات حقوق الإنسان، اليوم لنا مجموعة من معتقلي الرأي، ومعتقلين سياسيين، دون حل حقيقي لهذه الملفات”، ليضيف، “لو أن المغرب أطلق الزفزافي ومعتقلي حراك الريف، وأطلق بوعشرين وحميد المهداوي، سنلاحظ أن الاستثمارات الخارجية تنهال على السوق المغربية، وسيقع الإنفراج السياسي والحقوقي”.