نوفل البعمري*

بعد التحية و السلام
يؤسفني السيد المدير العام لبنك التجارة الخارجية بالمغرب، أن تكون أول فرصة لمخاطبتكم هي عبارة عن شكاية، و شكاية مباشرة و علانية عن سوء المعاملة التي تلقتها والدتي و أختي لدى وكالتكم بشفشاون للأسف من طرف مديرها.
الحقيقة أني ترددت في مكاتبتكم و بشكل علني لكن عندما راجعت سياسة البنك الذي تديرونه اكتشفت أن له سياسة وطنية قوية و أنه ينصف زبناءه، خاصة إن كانوا نساء تعرضوا في لحظة ما لـ”حكرة” من نوع ما، خاصة من طرف مدير الوكالة للأسف.
لقد تقدمت أختي لدى وكالتكم بشفشاون بطلب قرض بتاريخ 17 يناير 2019 لتمويل مشروع ذاتي، قدمت طلبها كما تنص عليه مساطركم و بعد أداء مستحقات دراسة الملف أخبرها مدير فرعكم بشفشاون، أن طلبها مقبول مركزيا و في كل مرة يطالبها بمده بوثائق جديدة و هو ما قامت به طيلة هذه الأشهر الأربع، و بعد أن تيقن لأختي أن مدير الوكالة يماطلها و يتعامل معها بشكل بيروقراطي لا يمت بصلة لسياسة البنك المعلن عنها و التي جعلتها تثق فيه و تتوجه لديه بطلب القرض، عمدت يوم الثلاثاء 14 أبريل 2019، أي بعد مرور أربعة أشهر على وضعها لطلبها، إلى اصطحاب والدتي التي رافقتها كأي أم مغربية ترافق ابنتها في هكذا أغراض، متوسمة منه الخير و مراعاة سنها عله يسهل إجراءات القرض، و في هذا اليوم طالبهم مرة أخرى بوثائق جديدة، ليخبروه أن الأمر فيه تماطل غير مبرر و أنه سبق له أن أخبرهم أن قرضها مقبول، ناقشوه في المسطرة ليضعوا عنده طلب التراجع عن القرض و سحب ملفهم الذي يحمل وثائق مشروعها، مدهم بالملف و قام بإخراجهم من مكتبه، و ببهو الوكالة و أمام أنظار الموظفين و الزبناء أمر حارس الأمن الذي كان متواجدا بعين المكان بعدم السماح لهم بمغادرة الوكالة إلى حين إرجاع الملف و عودته حيث ذهب للغذاء و قام باحتجازهم في الوكالة، نعم السيد المدير قام باحتجازهم و قيد حريتهم و لم يتحررا من البنك الا بعد تدخل شخصي، و إذا كنا قد سلكنا المسطرة القانونية ضد هذا المدير، فالأمر جعلني أتساءل السيد المدير العام هل هكذا و في هذا القرن و في هذه الدولة، تعامل النساء من طرف بعض المدراء الذين تعينونهم؟

السيد المدير العام المحترم:
شخصيا متيقن أن هذا الشخص لولا أنه أحس بكون المنصب الذي يحمله يحميه من أي متابعة إدارية، و أن هذا الموقع يعطيه سلطة معينة لما تصرف بهذا الشكل.
تزيد والدتي و اختي اللتان تعرضتا لهذا الموقف. أنهما أحستا بالحكرة باعتبارهن نساء، و أن هذا المدير لولا أنه شعر بأن لديه سلطة معينة لما تصرف بهذا الشكل.
تريدان إخبارك أن كرامتهما كنساء قد خدشت، و مسّت و أنه تم الحط منها بهذا السلوك الغريب.
تريدان إخبارك أنهما أحستا بالضعف أمامه و أمام تصرفه.
تريدان إخبارك أنه حتى لو كان قد بدر منهما أي سلوك معين فمنصبه كمدير يحتم عليه أن يحل المشكل باللياقة التي يجب أن يتمتع بها، أو أن يلجئ للقانون، لا أن يلجئ لقانونه الخاص الذكوري، الذي اعتقد أن له سلطة معينة تعطيه الحق في إعطاء الأمر لحارس الأمن باحتجازهما.
تريدان إخبارك أنه أهانهما أمام الجميع، امام الموظفين و أمام الزبناء بشكل حط من كرامتهن.
و تريدان أن تؤكدا لك أنه لا مشكل لديهما مع العلامة التجارية للبنك و لا مع البنك نفسه، و أن اختي لم تعد راغبة في القرض بل تريدان اعتذارا منه، يحفظ و يعيد كرامتهن التي مست و تم الحط منها.
تريدان أن تخبراك أنهما لا يسعيان للانتقام منه، بل إلى اعتذار بسيط…
فهل اعتذار مقابل ما قام به ثمن كثير عليهن؟
السيد المدير ماذا لو كانت أمك أو أم هذا المدير هي من تعرضت لمثل هذه الإهانة و هذا السلوك الذكوري التسلطي؟
و لأن يقيننا تام في أن هذا السلوك لا يعبر عن توجه و سياسة البنك، وأنه شخصي قررنا مخاطبتكم و مراسلتكم بشكل مباشر لأننا متأكدين أنكم ستنصفونهما و متأكدين أنكم لن تسمحوا بتكرار هذا السلوك مجددا سواء منه أو من غيره.

السيد المدير العام تقبلوا كل المودة و التقدير.

*إبن السيدة التي أهينت بوكالتكم بشفشاون.

التعليقات على المحامي البعمري يوجه رسالة احتجاج للمدير العام لبنك التجارة الخارجية بالمغرب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

“الجمعية” تنشر تقريرا “قاتما” عن وضعية حقوق الإنسان بالمغرب