الدكتورة هناء الشرادي*

تفرض علينا المناسبة وهي اليوم العالمي للمرأة أن نتكلم عليها من زاويتنا، ولقد اخترت موضوع مكانة المرأة في الملعب ومساهمتها في كرة القدم النسوية، لقد قلت في مقال سابق (الذي نشر بالجريدة الإكترونية “الأول” بتاريخ 26 فبراير 2019)، بأن تجميل كرة القدم يتم بتوجيه فتياتها إلى اللعبة كممارسة، وفاعلة في حقل التسيير، ومتفرجة في الملعب، والتجميل رغبة طبيعية ترتبط بنرجسية الإنسان ورغبته في أن يحب ويكون محبوبا ومرغوبا فيه من طرف الآخرين، وإذا أسقطنا العبارة تجاوزا نقول أن علينا تجميل الملاعب لتكون محبوبة للجنسين، وبالتالي فنحن ندعو الجنس الأخر للدخول بكثافة إلى هذا الفضاء الشاسع الذي هو الملعب بمسحة أنثوية يمكن أن تطفئ شعلة العنف التي تضاعف لهيبها في الآونة الأخيرة، فإذا أغرينا المرأة للاتجاه إلى الملعب يمكن أن نصبغه صبغة عائلية حميمية وبالتالي نجعله فضاء نزهة وفرجة، فإذا قمنا بإطلالة في الميادين الأوربية نجد وانطلاقا من المقال الذي نشر في الجريدة الإكترونية “huffpost” جرتود بفيستر أستاذ في العلوم الرياضية، جامعة كوبنهاجن بعنوان “هل يمكننا أن نتكلم عن تأنيث كرة القدم “بتاريخ 30 يناير 2015، خلصت إلى أن أكثر من ثلثي النساء في ألمانيا وتركيا تقمن بتشجيع نادي كرة القدم أما بالنسبة لإسبانيا فنسبة المشجعات يبلغ 57 بينما النمسا وإطاليا أقل من 25 ولا يتجاوز 6 في بلونيا
فتأثيرات الثقافة تشكل هيكل وحدود يجب على كل جنس الامتثال لها للتكيف في نسيج اجتماعي، فالأدوار تتقاسم وتتشكل انطلاقا من الهوية الإجتماعية وتغيير المنظومة يتطلب شجاعة ومبادرة، وانطلاقا من تجربتي المتواضعة في الميادين الرياضية المغربية واستجواباتي مع أطر الأندية ومشجعات أندية وبقناعة ذاتية أن علينا نحن الفاعلين في الميدان الرياضي أن نحدث ثقب في النسيج العام للمجتمع المغربي هدفه ولوج العنصر النسوي الملاعب وذلك بإتخاذ مجموعة من التدابير الجريئة والتي من شأنها إغراء الدخول وتحبيذ اللعبة:
1- خلق جمعية للمشجعات خاصة بكل نادي تحت تأطير وإشراف النادي، يرتكز نشاطها على الملعب وفضائه بتوفير جميع أنواع الراحة للمرأة.
2- دعوة تلميذات المدارس والثانويات لدخول الملعب مجانا مع توفير حافلات خاصة بذلك وضمان سلامتهم.
3- مصاحبة الإعلام لهذا النشاط الموازي للمقابلة، من أجل تقييمه وتصحيح مساره.
4- خلق أنشطة ومسابقات قبل المقابلة من أجل تتبيث مع الفرجة، الاستمتاع وفكرة يوم جميل مهما كانت النتيجة.
السؤال البديهي من أين لنا هذا التمويل؟ الجواب كذلك على شكل سؤال كم تخسر الأندية في أداء غرامات وتحرم من إقامة مباريات أمام الجمهور في ناديها اذا اندلعت أعمال عنف إضافة إلى خسارة في الأرواح وإصابة شباب والتشويش على صورتنا إعلاميا. لا أريد أن أدخل في مزايدات سياسية، إدارية حكومية ولا في سياسات نوادي كما أن الإقتراحات لا تحمل العصا السحرية لممارسة الفتاة لكرة القدم ولا الوصفة العجيبة لتقليص العنف داخل الملاعب بل تسير في سيرورة وتنظيم للتحول والإسستمرارية، فهي ديناميات لا تكف عن التفاوض من أجل التأقلم مع الوضعيات المتجددة والأفكار البناءة التي من شأنها أن تخلق الإندماج بين الجنسين وتقف عرقلة أمام العنف داخل الملاعب. فهدفنا الأساسي هو انبثاق ورود أنثوية في الملاعب لتضفي شعلة في الرغبةأثناء الفرجة.

*طبيبة مختصة في الطب الرياضي

التعليقات على لنحتفل بـ 8 مارس في أدراج الملعب مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

نزار بركة يوجه نداءا للمؤتمرين الاستقلاليين عشية المؤتمر 18 للحزب من أجل “وحدة الصف”