يعيش قاطنو شارع مصطفى المعاني بالدار البيضاء، منذ شهور على إيقاع العبث والفوضى، منذ أن التفت عمدة المدينة إلى هذا الشارع، وقرر “إعادة هيكلته” وهو ورش لا ينتهي إلا ليبدأ، وكل ما قال قاطنوه، وأخيرا سنهنأ في شققنا ومتاجرنا ومكاتبنا، إلا وفوجئوا، بإنطلاق الأشغال من جديد.

منذ سنوات والسيارات تركن على جانب واحد في شارع مصطفى المعاني، إلا أنه قبل شهور، قرر عمدة البيضاء، (أو من يتحكم فيها من ورائه)، أن يمنح للشركة التي تستغل المآرب، حق استغلال الجانب الثاني من الشارع، الذي يعتبر شارع حيويا ونابضا في قلب الدار البيضاء، حيث تمر منه آلاف السيارات يوميا، مما أدى إلى حدوث اختناق دائم في هذا الشريان.

وبعد أسابيع قليلة، فقط تم الانطلاق في إعادة إصلاح الشارع بأكمله، حيث بدأ الأمر بإزالة “الطوارات”، وتركيب “طوارات” جديدة، ثم تلاه وضع “تبليط” الرصيف على مراحل، وهو ما تم في أسابيع طويلة، انتهت بتبليط الرصيف بالإسمنت المسلح، وهو الأمر غير المعتاد فعله، في مثل هذه المناسبات، لأن الرصيف معرض لأشغال جديدة، إذا ما وقع اختناف في الصرف الصحي، أو الرغبة في بناء بناية جديدة ومدها بأنابيب الماء والكهرباء والهاتف والصرف الصحي، وهو ما سيصبح صعبا في ظل وجود الاسمنت المسلح.

بعد ذلك تم فتح الطوارات عند كل ملتقى طرقي، على طول الشارع، ليعودوا إلى إغلاق هذه الفتحات، في شكل ينم عن الارتجالية، وعدم التخطيط، وبعد الترصيف والتبليط، يتذكرون أن “ليديك” لم تقم بأشغالها، فيتم إعادة حفر الشارع مرة أخرى، ولازال قاطنو الشارع، ينتظرون الانتهاء من تبليطه بشكل نهائي بالإسفلت، متمنين ألا يتم حفره مرة أخرى، بعد ان يتذكر القائمون على المدينة، أنهم نسوا شيئا لم ينجزوه بعد في الشارع، الذي أصبح قاطنوه مرضى من العبث الذي يعيشونه كل يوم. 

التعليقات على عبث وتبذير للمال العام.. إصلاحات شارع “مصطفى المعاني” نموذج لكيفية تدبير عمدة البيضاء للمدينة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

تحديات الذكاء الإصطناعي.. وآليات التوجيه

د.للا مديحة حقيق* مما لا شكّ فيه فقد أصبح الذكاء الاصطناعي الشغل الشاغل لغالبية دول العالم…