إقتصاديو الاستقلال: العثماني يمتلك نظرة قاصرة للشباب ويشتغل بدون أولويات

اعتبرت رابطة الإقتصاديين الإستقلاليين أن الحكومة المغربية، “تمتلك نظرة قاصرة للشباب، التي تعتبره مجرد رقم ديموغرافي يشكل إكراها في قطاعات متعددة”، مضيفة أنه “أمام سياق دولي ووطني استثنائي الحكومة ضعيفة سياسيا و مفككة بنيويا، تشتغل بدون أولويات أو رؤية استراتيجية”.
وتساءل اقتصاديو الاستقلال في الندوة التي انعقدت مساء أمس الخميس، بالدار البيضاء، عن موقع الشباب في مشروع مالية سنة 2019، في ظل سياق دولي يتسم باستمرار النزاعات الدولية، وكذلك سياق إقليمي تشهده المنطقة العربية، من توتر وانعدام الاستقرار السياسي، أما على الصعيد الوطني، فيشهد عودة قوية لظاهرة الهجرة السرية والعلنية في أسواط الشباب.
واعتبر اقتصاديو الاستقلال أن الحكومة تعاني من هشاشة، في ظل ضعف منسوب الثقة لدى الشباب في المؤسسات المنتخبة، وعزوف سياسي بين ظواهر اجتماعية فارقة، كما أن هنالك سياق استثنائي يتميز بسخط اجتماعي.
واعتبر عبد المجيد الفاسي، البرلماني عن حزب الميزان، في تقديمه لتقييم الحزب حول موقع الشباب المغربي داخل استراتيجية الحكومة، أن مشروع قانون المالية لا يرقى للظرفية الاستثنائية التي تعيشها البلاد، ويخلو مشروع قانون المالية 2019 من أي تدابير إرادية تجعل الشباب ضمن منضور استراتيجي وطني، كما أن هنالك فشل في استرجاع ثقة الشباب في المؤسسات، متسائلا أين هو المجلس الإستشاري للشباب و العمل الجمعوي الذي صودق عليه بمجلس النواب بعد 7 سنوات من دسترته؟.
وفي طل سياق استثنائي يتميز بسخط اجتماعي، حسب ذات المتدخل، فتعتبر ميزانية وزارة الشباب و الرياضة من اضعف الميزانيات القطاعية، بحيث تم تخصيص 100 منصب مالي فقط مخصص للوزارة، كما انتقد الفاسي تركيز الحكومة أساسا على قطاع الرياضة و تهميش قطاع الشباب.
وأضاف ذات المتحدث أن الحكومة اكتفت ببعض الإجراءات المعزولة و المحدودة، فبعد الإعلان عن التغطية الصحية للطلبة، فلم يتجاوز الطلبة الذين سجلوا أنفسهم للاستفادة نسبة 37%.
أما بخصوص سوق الشغل، فقد أوضح عبد المجيد الفاسي أن معدل البطالة بلغ في عهد الحكومة الحالية 10.8، أي ما يناهز 1.272.000 عاطل عن العمل، وحسب آخر تقرير للبنك الدولي، حوالي 50% من الشباب ما بين 25 و 35 سنة لا يتوفرون على عمل، و 3.000.000 من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 29 سنة لا يدرسون و لا يتابعون أي تكوين و لا يشتغلون.
وانتقد عبد المجيد الفاسي، سياسة التوظيف بالتعاقد، والتي “خلقت هشاشة في قطاع حيوي لمستقبل أطفالنا وشبابنا”، كما يشكل هذا “مسا في صلب هوية التعليم أي نقل المعرفة”.
كما أن مسطرة الولوج إلى الأحياء الداخلية و الجامعية تدفع إلى الهضر المدرسي و الجامعي، كما تنعكس مسطرة الترقية للأستاذ الجامعي على أدائه و تمس بمستوى الطالب الخريج من الجامعة المغربية في سوق الشغل.