خلقت أغنية جماهير الرجاء البيضاوي “في بلادي ظلموني” ردود أفعال متباينة بين قيادات حزب العدالة والتنمية، الذي يقود الحكومة برئاسة أمينه العام سعد الدين العثماني، حيث اختلفت أراء البعض من من عبروا عن رأيهم فيها بين مؤيد من جهة ورافض من جهة أخرى، فيما ذهبت أراء إلى اعتبارها غير موجهة للحكومة بل جهات “مجهولة”.

فعلى عكس ما جاء على لسان مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة والقيادي في “البيجيدي”، الذي اعتبر أن مثل هذه الأغاني والشعارات من داخل الملاعب هو “أمر غير مقبول”،جواباً على أحد الصحفيين.
اعتبرت القيادية في حزب العدالة والتنمية وأحد وجوهه البارزة، أنه “لا يمكن لأي مغربي أن يظل محايدا أمام هدير أصوات الجماهير في الالتراسات التي تجتاح الملاعب”.

وتابعت ماء العينين في تدوينة لها على حسابها في الفايسبوك ” إلترا الرجاء وأغنية” في بلادي ظلموني” تدعو إلى الكثير من التأمل..جماهير اليافعين تقول كل شيء في الملاعب وأخطر ما نطقت به: قتلتو la passion”.

وأكدت ماء العينين، وهي تتحدث عن كلمة الأغنية الرجاوية التي حققت انتشاراً واسعاً على المستوى العربي، “الشباب يقول أنه بدون شغف،أي بدون أمل وبدون إقبال على الحياة..لا يمكن تلخيص الحكاية في “شغب الملاعب” كما تم تضخيمه ذات نقاش،ولا يمكن تسليم ملف الاتراسات لوزارة الداخلية تصدر بشأنه مذكرات المنع أو الضبط او التقنين”.

مضيفةً “الالتراسات متنفسات،إبداع وتنظيم وطاقة كبيرة يصرفها شباب حائر، فتتفجر في الملاعب بجمالية ودقة تسيل الدموع.. الالتراسات ظاهرة يتقاطع فيها الاجتماعي بالاقتصادي بالسياسي بالثقافي، والمؤسسات المعنية بمناقشة الظاهرة الاجتماعية مدعوة لوضعها بجدية على طاولة النقاش الهادئ قبل أن تهيمن عليها المقاربة الأمنية بدعوى وقف تسييسها،لأن مغرب اليوم ببساطة عاجز بمؤسساته وأحزابه وجمعياته و”نخبه” عن تحريك شباب الملاعب بذلك الشكل…هي جزء من تحولات مغرب اليوم”.

ردود الأفعال من بعض القيادات في الحزب الإسلامي تواصلت، حيث نفت سمية بنخلدون، أن تكون رسائل الأغنية موجهة إلى الحكومة التي يقودها حزبها، قائلةً :”أعدت إستماع هذه “الصرخة..” مرارا.. لم أجد فيها خطاب صريح ضد الحكومة كما جاء في عنوان الفيديو.. لكنه خطاب “الشكوى لله.. ” ضد مجهول/معلوم.. من سماته الأساسية كما جاء في الاغنية “صرفوا علينا حشيش كتامة جعلونا كي اليتامى نحاسبوهم يوم القيامة..”
وتابعت بنخلدون التي حاولت الدفاع عن حكومة تتلقى يوماً بعد يوم انتقادات المغاربة، بسبب عدد من القرارات التي أعلنتها، كانت أخرها الاحتفاظ بالتوقيت الصيفي، “الشباب يشتكي من تجار المخدرات الذين اضاعوا مقدرات الشباب..فمن هم التجار ومن يحركهم؟ ويشتكي بعد ذلك من الذين باعوا خيرات الوطن..فمن هم؟ “.

مضيفةً “صرخة شبابية تنم عن وعي كبير.. شباب وطني بخير.. شباب وطني يحتاج مناخا ديمقراطيا يفجر فيه طاقاته.. ينفع بها الوطن.. فهل من متلقي للرسالة؟”.

جمهور الرجاء خلق الحدث بأغنية انتشرت كالنار في الهشيم على طول خارطة بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بل تناقلتها عدد من القنوات والمواقع العربية والدولية معتبرين أنها صرخة احتجاجية ضد الحكومة المغربية، ويبدوا أن “ظلموني في بلادي” اخترقت بيت العثماني محدثةً شرخاً في مواقف قيادته وأعضاءه.

التعليقات على جمهور الرجاء يشق صفوف قيادات “البيجيدي” بسبب أغنية “في بلادي ظلموني” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

الرباط.. تقديم كتاب “على مقياس ريشتر: ما لم يرو في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز”

تم اليوم الخميس بالرباط، تقديم كتاب “على مقياس ريشتر: ما لم يرو في تغطية الصحفيين لز…