من هي الجهات التي يحاول الركراكي اقناعها بديبلوماته وإنجازاته؟

تحوّلت الندوات الصحفية التي يعقدها وليد الركراكي، مدرب المنتخب الوطني المغربي، عقب نهاية كل المباريات، من فضاءات مخصصة لتحليل الأداء ومناقشة الجوانب التكتيكية، إلى منصات لتوجيه رسائل مشفرة وغير مباشرة إلى جهات غير معلومة.

الركراكي، الذي كان يُنتظر منه التركيز على إعادة بناء المنتخب وتصحيح مساره استعداداً لكأس إفريقيا المقبلة، ظهر في خرجاته الأخيرة بنبرة حادة، ما أثار استغراب المتابعين، خاصة في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر بها “الأسود” بعد اهتزاز الثقة داخل المجموعة وتراجع مستوى الانسجام.

وفاجأ الركراكي الحضور خلال ندوة الإعلان عن قائمة مباراتي تونس والبنين الوديتين، حين تجاوز سياق السؤال الموجّه إليه حول معالم التشكيلة النهائية، ورد بانفعال قائلاً: “يلا كان غوارديولا ولا أنشيلوتي ولا كلوب يقدرو يجيبو كأس إفريقيا للمغرب، أنا أول واحد نمشي نطلبهم. ولكن أنا قادر عليها بلا ما تجيبو واحد آخر. أنا مغربي وما غاديش تلقاو اللي كيبغي المغرب أكثر مني”.

ولم يتوقف الركراكي عند هذا الحد، بل استغل الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة البنين، التي حسمها المنتخب المغربي بهدف أيوب الكعبي من مجهود فردي، لمواصلة استعراض إنجازاته وشهاداته التدريبية بأسلوب بدا وكأنه يخوض مباراة توظيف.

وقال في هذا السياق: “أنا ربما المدرب الوحيد في العالم الذي حصل على 3 دبلومات: دبلوم تدريب في أوروبا، الكاف برو في إفريقيا، ودبلوم تدريب في آسيا”، مضيفاً: “أنا أفضل مدرب في تاريخ المنتخب المغربي، وأنا من جلبت إلياس بنصغير وإبراهيم دياز. لم يسبق لأي مدرب أن فاز في 12 مباراة متتالية”.

في المقابل، كشف مصدر مسؤول أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أبدت عدم رضاها عن أداء المنتخب الوطني تحت قيادة وليد الركراكي، خاصة بعد المستوى الباهت الذي ظهر به “الأسود” في المباراتين الوديتين ضد تونس والبنين.

وأوضح المصدر لموقع “الأول”، أن حالة من القلق تسود داخل الجامعة بشأن مستقبل الفريق الوطني، خصوصًا مع اقتراب المشاركة في كأس أمم إفريقيا. وبحسب المصدر نفسه، من المرتقب أن يعقد فوزي لقجع، رئيس الجامعة، اجتماعًا مع الركراكي منتصف الأسبوع الجاري لتقييم أداء المنتخب خلال المعسكر الإعدادي الأخير.

وأضافت مصادر “الأول”، أن الجامعة اتخذت بعض الإجراءات، لكنها فضلت عدم الكشف عنها في الوقت الراهن. من جانب آخر، وجّهت الجماهير المغربية عبر منصات التواصل الاجتماعي وابلاً من الانتقادات للمدرب وليد الركراكي، محملة إياه مسؤولية تراجع أداء المنتخب الوطني، ومعتبرة أن الأداء لا يرقى لتطلعاتها.

كما رفضت الجماهير تبريرات الركراكي في خرجاته الإعلامية، والتي لجأ فيها كعادته إلى لغة الأرقام والإحصائيات، متحدثة عن “الفرجة” و”التحكم في المباراة”.