لم يمر خروج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، للحديث عن جشع المضاربين وغلاء أسعار الأضاحي، دون أن يثير موجة من السخرية، حيث اعتبره كثيرون مجرد “استعراض متأخر” في سياق حملة انتخابية مبكرة، بعدما ظل صامتاً طيلة الفترة الماضية رغم تفاقم الأزمة التي يعاني منها المغاربة.
وخلال مهرجان خطابي، السبت، بجماعة أولاد فرج بإقليم الجديدة، ظهر بركة في موقف بدا للبعض أقرب إلى “رقصة الديك المدبوح”، حيث أطلق تصريحات غاضبة ضد المضاربين في سوق الأضاحي واللحوم، وقال بنبرة حادة: “في عيد الأضحى الماضي فتحنا مجال الاستيراد وساهمنا بـ500 درهم لكل كبش، لكنهم دخلوه بـ2000 درهم وباعوه بـ4000 درهم!”.
تصريحات بركة، التي بدت وكأنها صرخة متأخرة، لم تقنع الكثيرين، خاصة حين أضاف أن أسعار اللحوم الحمراء المستوردة تتراوح بين 40 و60 درهماً للكيلوغرام، بينما تُباع للمغاربة بـ110 دراهم، متسائلاً باستغراب عن سبب استمرار الغلاء، وكأنه ليس طرفاً في الحكومة التي تركت الأسواق في يد المضاربين.
وتضمن تصريحه تهديدا للمحتكرين، حيث قال: “اتقوا الله في المغاربة، وبراكة من أكل أموالهم.. سنضع آليات التتبع وسنضرب بيد من حديد كل من يغش ويستنزف جيوب المواطنين”.
لكن الردود الساخرة لم تتأخر، حيث تساءل البعض: “إذا كان المضاربون هم المشكلة، فلماذا لم تتدخل الحكومة منذ البداية؟ هل كان بركة ينتظر اقتراب الانتخابات ليكتشف فجأة أن أسعار اللحوم مرتفعة؟”.
كما علق ناشط آخر على خروجه بالقول: “بركة اكتشف الغلاء قبل الانتخابات بشهور.. بعد أن قضى سنوات في الحكومة وهو يبرر كل شيء”، فيما ذهب آخرون إلى وصف خطابه بـ”المناورة المكشوفة”، لكسب تعاطف الناخبين بعد أن فقدت الحكومة الكثير من شعبيتها بسبب الغلاء وتراجع القدرة الشرائية.
التامني تسائل لفتيت عن استغلال الأحزاب لمعدات الدولة لأغراض انتخابية
وجهت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار، فاطمة التامني، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الداخلي…