تارودانت- علي جاوات- أمين مساعد
تسبقك رائحة الموت قبل أن تلج ما تبقى من دوار “لمسيرات” بجماعة “إمولاس” بإقليم تارودانت، ويذكرك بالحياة في هذا المكان، فقط، الأطفال الذين تجمهروا فوق ركام المنازل وعلى جنبات الفج المؤدي إلى مدخل الدوار؛ الناس هنا مكلومة تلملم حزنها بعد فقدان أعزائها، بتضامن المغاربة الذين حجوا للتضامن معهم وإمدادهم بالمؤونة والأغطية والأفرشة.
ويقول أحد الناجين من أهل الدوار لـ” الأول” : لقد مات نصف الساكنة هنا، حوالي 16 ضحية، كل عائلة فقدت أحد أفرادها خلال زلزال الجمعة الماضي.. لم يعد لدينا شيء ونبيت في العراء.. لا نريد سوى المسكن لإيواء أطفالنا ونسائنا”.
مشاهد الدمار في دوار “لمسيرات” تحيلك على مظاهر الحروب، رائحة الموت المختلط بروائح المواشي “النافقة” التي دفنت وسط الركام، دفعت الجميع ليضع يده على أنفه.. والزوار يضعون”الكمامات”، لقد كان المشهد مخيفاً ومؤلماً تختلط فيه مشاعر الحزن والذعر، وكأن قنبلةً رميت من السماء على دوار يقطنه عُزّلٌ حرمهم الزمان من أولويات العيش الكريم وجاء الزلزال ليأخذ منهم الحياة.
فاطمة فقدت زوجها وإبنها وأصبحت في العراء: “ساعدوني لم يبق لي شيء أريد إعادة بناء منزلي لأواصل العيش فيه مع إبنتي”
بصوتٍ منخفظ ممزوج بتأثر وحزنٍ بليغين، حكت فاطمة من دوار “لمسيرات” جماعة “إيمولاس”، لـ”الأول” كيف نجت مع إبنتها التي لم تتجاوز الرابعة عشر ربيعاً من الزلزال المميت، لكنها في المقابل فقدت إبنيها الاثنين وزوجها.
وقالت الناجية: “لم نكن نتوقع حجم الكارثة كل شيء جاء مفاجئا لم أعلم ما الذي أصابني هربت أنا وطفلتي، ثمّ سقط المنزل فوق زوجي وطفلي اللذان انتشل جثتيهما شباب الدوار من وسط الأنقاض”.
وتابعت: ” طفلي الذي مات كان في عمر هذا الطفل”، وهي تشير بأصبعها إلى أحد الأطفال الذي كان يقف إلى جانبها والذي لم يتجاوز السابعة من عمره.
محمد: “أنقدت ابنتيّ من وسط الأنقاض وزوجتي وابني وأمي وأبي مشاو عند الله”
منزل فاطمة أصبح ركاماً لم يتبق منه شيء على غرار باقي المنازل، بينما كانت تتحدث تمرّ بعينها عليها متحسرةً على مسكنٍ كان يجمعها بأغلى ما كانت تملك في الحياة، أيضاً جارها محمد فقد زوجته وابنه وأمه ووالده، بينما نجا من الموت هو ابنتيه الصغيرتين إحداهما أضربت عن الكلام منذ يوم الكارثة.
قال محمد إنه استطاع إنقاذ الطفلتين لكن زوجته وابنه لم يتمكنا من النجاة على غرار والديه.
وتابع: “مشاو ليا عائلتي وبقيت مع جوج بنات بغيت سكن ويفتحوا لينا الطريق”.
السلطات شرعت في نصب الخيام والناجون يشاركون في ذلك
بعد خمسة أيام من يوم الفاجعة، وبينما ظّل ساكنة دوار “لمسيرات” يبيتون تحت سقف “وتاق” بشكل جماعي، “جاء الفرج” عنذما حلّت السلطات المحلية إلى الدوار وشرعوا في نصب الخيام للناجين، هؤلاء نفضوا الغبار عنهم وشمروا على سواعدهم وانخرطوا رجالاً ونساءً في تنظيف الأرض من أجل وضع الخيام عليها لتكون مؤوى لهم حتى تنفيذ الحكومة لوعدها بتعويضهم من أجل إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال
الرباط.. تقديم كتاب “على مقياس ريشتر: ما لم يرو في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز”
تم اليوم الخميس بالرباط، تقديم كتاب “على مقياس ريشتر: ما لم يرو في تغطية الصحفيين لز…