أحيى المد التضامني الأصيل، الذي طفا على السطح مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز، الأمل لدى ساكنة القرى المتضررة، والتي هرعت نحوها فرق الإغاثة وفي الوقت نفسه وسائل لوجستية ضخمة. ففي الجماعة القروية ثلاث نيعقوب، وهي إحدى المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، بذلت فرق البحث والإنقاذ جهودا حثيثة يوم السبت الماضي لمساعدة الأشخاص المنكوبين. ولم يخف الناجون، ومعظمهم من الدواوير المعزولة، الذين لا يزالون تحت وقع الصدمة، مشاعر الامتنان تجاه وحدات التدخل المنتشرة على وجه الخصوص من قبل القوات المسلحة الملكية والوقاية المدنية والدرك الملكي. يقول أحمد، الذي أصيب بجروح خلال الزلزال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “يعجز لساني عن التعبير حيال الدعم الذي تقدمه عناصر الإنقاذ الذين يقومون بعمل جبار في منطقة جبلية يصعب الولوج إليها”، معربا عن امتنانه العميق للعناية التي يوليها الملك محمد السادس للساكنة المتضررة. أما حادة، وهي ناجية أخرى تنحدر من دوار تاوريرت السفلى، فأشارت، من جهتها، إلى أنه تم إنقاذها ووضعها تحت إشراف الفرق الطبية التابعة للقوات المسلحة الملكية، بعدما “وجدت نفسها عالقة تحت الأنقاض في منتصف الليل”.
وأشادت، في هذا الاتجاه، بتضافر جهود المتدخلين والمتطوعين الذين سهلوا عملية إنقاذ ومساعدة الأشخاص المحتاجين لذلك.
وفي مكان قريب، تم نصب عشرات الخيام لإيواء العائلات التي تضررت منازلها بسبب الزلزال، فيما يتواصل تدفق المساعدات و الأغطية والمواد الغذائية لتلبية احتياجات السكان.
ويجري العمل الذي يتم تنفيذه على الميدان من قبل مختلف المتدخلين وفق مقاربة تعتمد القرب بهاجس إنقاذ وتقديم المساعدة بشكل فعال ودون تأخير لأولئك الذين هم في أمس الحاجة لها. ويعد نشر طائرات الاستطلاع بدون طيار التابعة للقوات المسلحة الملكية في المناطق المتضررة مثالا واضحا في هذا الصدد. بدورهم، انخرط مهنيو الصحة المتطوعون في هذه الدينامية، كما يشهد على ذلك الحضور اللافت للعديد من الأطباء والفاعلين المنتظمين في إطار الجمعية الوطنية لأرباب سيارات الإسعاف ونقل الأموات.
وقال رئيس هذه الجمعية، محمد خنتر، في تصريح مماثل، إن “جمعيتنا عب أت عددا من سيارات الإسعاف فضلا عن أطباء وممرضين متطوعين الذين يقدمون المساعدة للمصابين، وذلك بتنسيق مع السلطات المختصة”، مبرزا أن مئات الجرحى والناجين استفادوا من العلاجات المقدمة من طرف فرق المتطوعين، التي تعمل يدا في يد مع مختلف فرق التدخل ورجال الإنقاذ الأجانب، الذين بدؤوا في الانتشار بالمناطق المتضررة.
وأعرب إيغور سيمونوف، من فريق البحث والإنقاذ في الوسط الحضري بمدريد، عن إعجابه الكبير باحترافية الفرق المغربية من أجل إنقاذ وإجلاء والتكفل بالجرحى.
وقال سيمونوف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد جئنا لدعم الفرق المحلية التي تعبأت منذ الساعات الأولى وأذهلتنا بمستوى احترافيتها”.
ويقود هذا المنقذ الإسباني فريقا متخصصا في عمليات البحث والإنقاذ بجماعة ثلاث نيعقوب (100 كلم عن مراكش)، على بعد عشرة كلمترات فقط من إيغيل، مركز الزلزال القوي. كما أعرب عن ترحيبه بـ”التفاهم الكبير” و”جو الثقة” السائد بين فرق الإغاثة المغربية والإسبانية في الميدان.
وكان الملك محمد السادس، قد ترأس مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، السبت الماضي بالقصر الملكي بالرباط، جلسة عمل خصصت لبحث الوضع في أعقاب الزلزال المؤلم، الذي وقع يوم الجمعة 8 شتنبر، والذي خل ف خسائر بشرية كبيرة ومادية في العديد من جهات المملكة.
وفي هذا الصدد، استعرض المسؤولون الحاضرون، آخر التطورات التي تعرفها العمالات والأقاليم المتضررة، لاسيما على مستوى بعض المناطق التي تعذ ر الوصول إليها ليلا، والتي لم يتم تحديد الوضع القائم بها، والشروع في عمليات الإنقاذ إلا عند مطلع النهار.
وخلال هذه الجلسة، قد المسؤولون الحاضرون تفاصيل الإجراءات التي تم اتخاذها من أجل التعامل السريع مع هذه الكارثة الطبيعية الكبرى.
“اليونيفيل” تندد بـ”انتهاكات إسرائيلية مروعة” بعد مطالبة نتانياهو بإبعادها عن مناطق “الخطر” في لبنان
قالت قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان الأحد إنها طلبت “تفسيرا” من الجيش الإس…