في سابقة محمودة في تاريخ المؤسسة البرلمانية المغربية، يشارك البرلمان بمجلسيه، النواب والمستشارين، في فعاليات الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر بمدينة الرباط المقامة حاليا في الرباط، عاصمة الثقافة الإسلامية والافريقية.
المشاركة البرلمانية، التي تشكل قيمة مضافة للمعرض، تجري في رواق أنيق يعكس مكانة المؤسسة البرلمانية في الدستور والمشهد المؤسساتي الوطني، ويذكر بالخصائص العمرانية الأصيلة لمقر البرلمان.
ولهذا ليس من المستغرب أن يكون هذا الرواق قبلة يومية لزوار المعرض خاصة فئات الشباب والأطفال أبناء المدارس والكليات والمعاهد المغربية من كل ربع من ربوع بلدنا الحبيب، وكذا العديد من رجالات الدولة والشخصيات الوطنية وسامي المسؤولين الحاليين والسابقين.
ويجد هؤلاء الزوار في استقبالهم كوكبة من أطر مجلسي البرلمان الذين يعملون بتفان وإخلاص، كفريق واحد يعكس التناغم والانسجام القائم بين المجلسين كغرفتين لبرلمان واحد.
وتأتي المشاركة البرلمانية في ظل المستجدات الدستورية النوعية التي جاء بها دستور 2011 والتي بمقتضاها أوكلت للبرلمان صلاحيات واسعة في التشريع ومراقبة العمل الحكومي وتقييم السياسات العمومية والديبلوماسية البرلمانية.
هذه المستجدات أولت اهتماما خاصا أيضا للديمقراطية التشاركية بغية تعزيز الديمقراطية التمثيلية من خلال ما تتيح من إمكانيات لتقديم الملتمسات والعرائض التشريعية والأدوار الجديدة المنوطة بالمجتمع المدني، في إطار السعي لنشر وإشاعة قيم المواطنة الفاعلة والمشاركة الفعلية في تدبير الشأن العام.
ومن خلال مجريات اللقاءات التي تتم بالرواق مع الأطفال واليافعين من تلاميذ وطلبة يتضح جليا أن عمليات الإستقبال والتأطير هذه ليست بتلك البساطة التي قد يتصورها البعض ممن يستسهلون التواصل مع الأطفال والشباب، رجال الغد!!
فكم من ملاحظة عميقة بل ومحرجة أحيانا تأتي من طفل صغير لم يكمل بعد المرحلة الابتدائية في مساره الدراسي، وكم من سؤال للمستقبل القريب والبعيد يطرحه طالب في الكلية أو صحفي متدرب تحتاج الإجابة عنه يقظة ذهنية عالية ومجهودا علميا متبصرا!!
فلا شك إذن أن التواصل مع الأطفال والشباب في رواق البرلمان بالمعرض الدولي للكتاب والنشر ليس أبدا مهمة يسيرة، بل إنه عملية تربوية وبيداغوجية قائمة الذات وتتطلب التوفر على مهارات عالية، وبالتالي فلا مجال لاستصغار هذا العمل أو التنقيص من قيمة من يمارسه، بل إن الأمر يقتضي، أكثر من ذلك، عملا جماعيا منسقا وانخراطا من جميع أطر البرلمان حتى ولو كانوا عابرين للرواق كزوار.
وإن كان المعرض الدولي للكتاب لايزال في أيامه الأولى، فإنه ليس من باب التسرع أو المجازفة أبدا القول إن انتقال البرلمان ليأخذ مكانه في الفضاء الجميل لهذا المعرض يشكل فعلا وواقعا فرصة بينت بالملموس أن الأطفال والشباب المغاربة متعطشون للتعرف على مؤسساتهم الدستورية وعلى رأسها البرلمان، وانه كلما تقوى التواصل معهم كلما تبددت أجزاء من تلك الصورة النمطية السيئة عن البرلمان وتغيرت الكثير من المفاهيم المغلوطة عن العمل البرلمانيين والعمل الجاد الذين يقومون به لصالح البلاد والعباد.
وكلما تم ذلك وغيره، كلما تجددت الثقافة السياسية في بلدنا الغالي نحو مزيد من الفاعلية والانخراط والمشاركة والانتماء المؤسساتي من لدن جميع فئاته وخاصة منها عماد المستقبل، الأطفال والشباب.
بايتاس: أزيد من 164 ألف متقاعد سيستفيدون من الإعفاء الكلي للمعاشات والإيرادات العمرية المدفوعة برسم قانون المالية 2025
أفاد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس،…