يروي عبد الرحمن اليوسفي في مذكراته “أحاديث في ما جرى”، قصة حول خيار صعب كان قد وضع فيه، بعد اقتراح مجموعة من زملائه بمدينة الجديدة الذين اقترحوا عليه تزويجه من “دكالية” وبقائه للعيش بينهم من خلال مساعدته على إنجاز مشروع تجاري مهم، ليوضح “طالبتهم بمهلة للتفكير، وقضيت الليل أقارن بين العرض المقدم لي، وبين المسار الذي رسمته لنفسي منذ سنوات، أي إتمام دراستي الثانوية للحصول على شهادة الباكالوريا، التي ستفتح أمامي أبواب الجامعة لولوج الآفاق الأخرى التي كنت أحلم بها”.

وأوضح في تفاصيل حكايته هاته في مذكراته التي من المتوقع أن تصدر يوم الثامن من مارس الجاري، أنه “في الوقت الذي أصدر الباشا تعليماته الصارمة التي تقضي بمغادرتي للإقامة، كنت منهمكاً في جمع أغراضي، وحزم حقائبي، وفي الصباح الباكر، قبل أن يستيقظ الباشا، غادرت مدينة آسفي موليا وجهتي إلى مدينة الجديدة، لزيارة بعض الأصدقاء، من بينهم محمـد السرغيني، الذي كان طالبا بثانوية مولاي يوسف بالرباط وعبد الرحمان الغريسي وأحمد الغريسي ومحمـد الشياظمي الذي سيصبح فيما بعد كاتبا عاما لمجلس النواب، في عهد رئاسة الأستاذ حرمة ولد بابانا”.

وأضاف اليوسفي “قضيت معظم إقامتي في الجديدة بمنزل الحاج مصدق السرغيني، وهو من أعيان المدينة وكبار فلاحيها. وبعد فترة من الزمن من إقامتي بعاصمة دكالة، واعتبارا لانسجامي مع الزملاء الذين استأنسوا بوجودي بينهم، اجتمع كل الأصدقاء وحاولوا إقناع هذا الوافد من أقصى شمال المغرب بالاستقرار الدائم بمنطقتهم، وأخبروني بالقرار الذي أجمعوا عليه ومفاده أنهم يقترحون عليّ وبإلحاح أن يزوجوني من «دكالية» من المنطقة مع مساعدتي في إنجاز مشروع تجاري مهم أتولى الإشراف على تسييره ليكون لي عونا على الاستقرار وبناء الأسرة وتربية الأبناء. فطالبتهم بمهلة للتفكير، وقضيت الليل أقارن بين العرض المقدم لي، وبين المسار الذي رسمته لنفسي منذ سنوات، أي إتمام دراستي الثانوية للحصول على شهادة الباكالوريا، التي ستفتح أمامي أبواب الجامعة لولوج الآفاق الأخرى التي كنت أحلم بها”.

وأوضح اليوسفي “قضيت الليل أقارن بين الطريق الطويل، والمحفوف بالعديد من المصاعب التي تنتظرني لتحقيق مشروعي الأصلي، وبين المشروع السهل والمغري الذي يعرضه عليّ أصدقائي، وما يفتحه لي من أبواب الاستقرار لأصبح دكاليا في هذه المنطقة التي ارتاحت نفسي إليها وانسجمت بسهولة مع أهاليها. فصممت أن أحسم في الأمر بأقصى ما يمكن من السرعة، حتى لا أقع ضحية إغراء المشروع المعروض عليّ من طرف الأصدقاء، وقررت أن أغادر مدينة الجديدة في أقرب وقت، معتذرا للزملاء وشاكرا لهم حسن الضيافة والالتفاتة الكريمة، كعربون وفاء وإخلاص للأخوة والمحبة الصادقة”.

التعليقات على اليوسفي: وضعت في شبابي في خيار صعب.. إما الزواج من “دكالية” أو “البكالوريا” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…