نشرت جريدة “الشروق” الجزائرية مقتطفات من  كتاب صدر مؤخرا للوزير والديبلوماسي الجزائري السابق مصطفى بن عمر، بعنوان “بين الدبلوماسية والمهام الوزارية”، تطرق فيه إلى بعض تفاصيل العلاقة بين البلدين الجارين، كما عاشها، بعد استقلال الجزائر مباشرة.

ويحكي بن عمر في كتابه أن احمد بن بلة، أول رئيس جزائري، عمد إلى تعيين السياسي المحنك سعد دحلب كسفير وممثل خاص للجزائر لدى ملك المغرب، حيث كانت الجزائر تسعى لإقامة “علاقات متينة مع جارتها” أو على الأقل تسعى لربح الوقت، لأن الوضع عندنا في تلك الفترة لم يكن على ما يرام.
لكن الرباط كانت تحضّر لبعث قضية الحدود وملك المغرب كان يعرف مكانة ووزن دحلب، لذا رحب به أيما ترحيب، لدرجة أنه دعاه لحضور اجتماعات مجلس الوزراء المغربي.
ويذكر المتحدث أن الطبيعة المتعالية للملك الحسن الثاني تمنعه من أن “ينجر وراء أي مبادرة تأتي من أي حزب حتى لو كان حزب الاستقلال”، لذا سعى لإفشال مشروع التحالف بين بعض القادة الجزائريين والاتحاد الوطني للقوات الشعبية وزعيمه المهدي بن بركة، ملك المغرب سعى ليفرض على الجزائر إعادة رسم الحدود وفق أطماعه التوسعية في “المغرب الكبير”، مستغلا المشاكل التي برزت بين قادة الاستقلال الجدد، حسب ما يقول مؤلف الكتاب.
ويضيف ساردا كيف أنه تعرض لمحاولة اغتيال في المغرب، عندما كان موظفا بسفارة الجزائر بالرباط، حيث اقتحم أشخاص منزله وتركوا الغاز مفتوحا، لولا أنه لم يشعل الأضواء لدى عودته إلى منزله ليلا، بل فتح النوافذ وخرج إلى الشارع، حيث لاحقته سيارة “فولفور” من تلك التي تستعمل من قبل شرطة الجنرال أوفقير، كانت تتبع حركاته وحاولت دهسه، لولا أنه كان ملتصقا بالجدران، واضطر لقضاء الليل في منزل محمد مسيلي، ولاحقا كان يبيت في مقر السفارة، تجنبا لأي حادث مماثل، نظرا لجو العداء المشحون الذي كان يسود في الرباط، وقد أدانت الجزائر حادثة محاولة الاغتيال هذه.

وتوقف مصطفى بن عمر عند مساعي منظمة الوحدة الإفريقية في حل النزاع الجزائري المغربي عام 1963، حيث توسط الزعيم هيلي سيلاسي بصفته رئيس المنظمة بين الجزائر والرباط، وطلب حضور وزير الخارجية آنذاك عبد العزيز بوتفليقة، الذي أعطى موافقته، لكنه وضع مقابل ذلك شروطا منها “أن يعود فور انتهاء المحادثات ولا يبيت إلا في السفارة، وأن يتم استقباله في الرباط من قبل أعضاء السفارة واستبعاد أي مسؤول مغربي”.
ويذكر المتحدث أن بوتفليقة في طريق العودة إلى السفارة “لم ينبس بأي كلمة ونام في السفارة في مكتب معد على عجل وعاد إلى الجزائر في اليوم الموالي بعد لقاء ثاني مع كيتيما بيفرو وزير الخارجية الإثيوبي”، وقد تم لاحقا التوقيع على اتفاق بماكو لترسيم الحدود بين الجزائر والمغرب من طرف بن بلة والحسن الثاني، وبذلك تكون المغرب قد فشلت في جر الجزائر وحملها على إعادة النظر في ترسيم الحدود، وقد بقيت المغرب مدة 15 عاما أي إلى عام 1979 حتى توقع رسميا على اتفاق الحدود.
مرحلة أخرى توقف عندها صاحب الكتاب، تمثلت في مروره بوزارة التربية التي تولاها في نوفمبر 1987 بعد زهور ونيسي، وكشف صاحب الكتاب أنه سعيًا لتكذيب القلاقل التي انتشرت حوله، في كون جاء إلى الوزارة لفرنستها، أقدم على تعيين أبو عبد الله غلام الله كأمين عام في الوزارة، وهو “معرب أحادي اللغة”، ودافع بن عمر عن خياراته في الوزارة، مستشهدا بما كتبته الصحافة يومها في نجاح الدخول المدرسي ونتائج الامتحانات التي مرّت من دون تسريبات.

التعليقات على كتاب.. عندما خاف بوتفليقة ونام في مكتب بسفارة الجزائر بالرباط مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…