التكريم

المصطفى روض

تفضلت جمعية الشؤون الاجتماعية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية للصحافة المغربية بتكريمي، يوم أمس الجمعة، رفقة مجموعة من الصحافيين المتقاعدين وسط حضور كبير لممثلي الصحافة المكتوبة في لحظة نسيت فيها مساري المهني بعد قطيعة طويلة،. لك المسارالذي كلما تذكرته إلا وأتذكر معه قسوته ومتاعبه الممزوجين بعشقي للممارسة الصحفية.
عندما كانت الزميلة والأخت حنان رحاب تتحرك بديناميكية لترتيب وتنظيم حفل التكريم ونادت علي بالاسم لكي ألتحق بباقي الزملاء من الصحفيين المتقاعدين في الصف الأمامي انتظارا لتكريمهم واحدا تلو الآخر على خدماتهم المهنية الجليلة التي قدموها لمهنة الصحافة، تفاجأت بأن المقام سمح لي أن أكون أول المكرمين، كما تفاجأت أكثر بالشهادة المكثفة للزميل والصديق الكبير عمر الزغاري في حق تجربتي الصحفية، التي خصَّها للتعريف بها أمام الحضور الكبير.

ورغم أن عمر الزهاري أخبرني مسبقا بأنه سيتحدث عن تجربتي، فقد كانت شهادته جد مؤثرة بأن عكست مراحل مسارها بدقة متناهية بصدق ونزاهة، سواء الجانب الخاص بحياتي المهنية في “أنوال” أو مجلة “الحرية” أو المتعلق بنشاطي في النقابة الوطنية للصحافة المغربية منذ تأسيس فرعها بالدار البيضاء.
كان وقع الشهادة بالغا علي، فقدت معها القدرة على الحديث عندما أخذت الكلمة لكي أشكر النقابة الوطنية وجمعيتها للشؤون الاجتماعية، فبدأت في الكلام عن ماضي تجربتي، فأحسست معه بتثاقل حبالي الصوتية وبانفلات منطق التسلسل في كلماتي جراء التأثر بشهادة الزميل، فاضطررت لتوقيف كلمتي احتراما للمقام وتفاديا للحديث عن “الأنا” التي لم يسبق أن مارسته إلا في الحدود الضيقة التي تسمح بها علاقات الصداقة.
عندما عدت للمنزل، تأملت كثيرا في ذلك التكريم النبيل، وهو الثاني من نوعه، كما تأملت حالة تأثري بشهادة الزميل عمر، فتخيلت     وضعي كأنه شبيه بحديقة قاحلة ومهملة لم تعد تتوفر ولو على عشب واحد، فقام الزميل عمر مشكورا بتأثيثها بالورود والزهور، بينما النقابة الوطنية للصحافة.. عملت على تشجيرها، وجمعية الشؤون الاجتماعية على سقيها والأخت رحاب تكلفت بوضع شكلها الموسيقي، لا أعرف إن كان ينتمي لموسيقى “تانغو” الأرجنتينية، أو موسيقى “رانشيرا” المكسيكية، أو هي “دبكة” فلسطينية، فما كان علي تلك اللحظة، بدل الكلام، الرقص فرحا على القيمة الكبرى لذلك التكريم الاستثنائي ولتلك الشهادة النبيلة الاستثنائية في حقي، لأن التكريم هو عرفان بتجربتي والشهادة حولها كانت أحسن تتويج لمساري المهني: إنه أفضل تكريم عرفته في حياتي، أيقظ في نوستالجيا زمن الممارسة الصحفية، كما جعلني أتذكر أنني كنت يوما صحافيا بالمغرب الذي لم تسمح لي ظروفي أن أظل مقيما فيه لاستكمال مساري المهني.
شكرا للجميع: النقابة الوطنية للصحافة المغربية ولجمعيتها للشؤون الاجتماعية وللزميل عمر الزغاري على نبل التكريم والتتويج المشرف والاحتضان الدافئ وللأخت رحاب على تبليغها لي بخبر التكريم والتنسيق.

التعليقات على الصحفي القيدوم المصطفى روض يتحدث عن تكريم الصحافيين له مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…