انتقد رجل الإعلام والأعمال مولاي احمد الشرعي، الوضع الحزبي المترهل، وقال في مقال جديد له بعنوان: “أين اختفت الأحزاب؟”: “يتكرر على مسامعنا أن ضعف الأحزاب السياسية يرجع بالأساس إلى تحكم «المخزن». والحق أن المخزن كان أشد وطأة خلال سنوات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، دون أن يمنع ذلك الأحزاب السياسية من التحرك والنشاط، ولو من خلال أحداث كانت عنوانا للتوتر. يجب عكس السؤال، والتسليم بأن تواري هذه الأحزاب عن شغل مكانها الأساسي في المشهد السياسي، يعود بالأساس إلى رغبة زعمائها التي كانت تبحث عن الريع والامتيازات قبل أي شيء آخر”.

وتابع الشرعي في رأت المقال: “اليوم، نحن أمام وضع غير مسبوق. الأحزاب السياسية هي التي تسير وتشكل الحكومة، والجهات والمجالس البلدية. هذه الأحزاب تتحمل المسؤولية، وتشكل السلطة التنفيذية، وتشرف على مشاريع التنمية. إذن، الفشل الذي نعيش فيه اليوم، هو فشلها أولا وقبل كل شيء”.

مضيفا: “لا يسعنا أن نتصور أن هناك نظاما يتوجب فيه على الملك أن يحسم في كل الاختيارات، في أي مكان على امتداد تراب البلاد. هذا تصور مخالف للسياق التاريخي، كما أنه مخالف لطبيعة عمل مؤسساتنا. الاختباء وراء لفظ «المخزن» لتبرير الفشل المزمن للأحزاب السياسية، هو طريق مسدود، وعلامة على نقص حاد في الشجاعة بنهاية الأمر”.

وتوقف الشرعي عند ما حدث قبل أيام في مؤتمر حزب الاستقلال، للتدليل على الأزمة الأخلاقية للأحزاب، وقال: “مؤتمر حزب الاستقلال، بمشاهد العار التي شاهدها المغاربة، يثبت بوضوح أسباب تدني مصداقية الأحزاب. ما يحدث، أو ما لا يحدث في أحزاب أخرى، بما فيها حزب العدالة والتنمية لا يختلف كثيرا. لقد تعذر على الأحزاب فهم رسالة خطاب العرش”.

مضيفا: “يفترض في الأحزاب منح المعنى لوجودها واستمرارها عبر التفكير في أسئلة التنمية، واقتراح الاستراتيجيات المحلية والجهوية والوطنية، مع الاختيار الدقيق للرجال والنساء الأكفاء للدفاع عن هذه التصورات ووضعها حيز التنفيذ. الحزب، أولا وقبل وكل شيء، هو رؤية… ومشروع مجتمع”.

وخلص الشرعي في نهاية مقاله إلى أن الحل يكمن في تجديد الطبقة لسياسية، وقال إن “اعتبار أقوال وأفعال عبد الإله بن كيران، من طرف بعض المنتمين للأحزاب السياسية، مرجعا ومانح تزكيات، هو تعبير على قصور في التصور والرؤية. وحده الفراغ القائم اليوم في المشهد الحزبي المغربي، يعزز هذا القصور عند بعض الحزبيين الصغار. الخلاصة: البناء الديمقراطي بحاجة إلى تجديد الطبقة السياسة. الأمر أصبح ملحا للغاية”.

التعليقات على الشرعي: ضعف الأحزاب ليس سببه المخزن.. بل الزعماء الباحثون عن الريع والامتيازات مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…