في تناقض كبير مع ما كان قد صرح به في الدرس الافتتاحي للدروس الحسنية أمام الملك محمد السادس في رمضان المنصرم، حين اعتبر أن الأشخاص الذين يصلون بالقبض هم أشخاص غير قادرون على المجاهرة بعقائد التكفير، شأنهم في ذلك شأن العاملين على ادخال التطريب في الأذان واسقاط الاذان الثالث يوم الجمعة وقراءة “البسملة” في الصلاة، وقبض اليدين في الصلاة، ورد قول “آمين” عقب الفاتحة، وانكار قراءة القرآن جماعة وانكار الدعاء والذكر جماعة”، عاد وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، أحمد التوفيق، إلى القول في مداخلة، أول أمس الجمعة، بمراكش، خلال ندوة نظمت في إطار الدورة الرابعة لمهرجان الحوز، حول موضوع “من أجل السلم والعيش المشترك”، “إن هذا اللقاء يرمي إلى تبادل الأفكار حول موضوع السلم والعيش المشترك كإشكالية على المستوى الإقليمي والعالمي، مشددا على أهمية الحوار الثقافي بين البلدان الإفريقية”.

واعتبر أن “التحديات المرتبطة بالسلم والتعايش معا، في ظل الانشغالات التي يعيشها العالم حاليا، تستدعي الإنصات إلى الآخر والتحاور معه، موضحا أن قضية الإنصات إلى الآخر وردت في 186 آية من القرآن الكريم”.

وبعد أن أبرز خصوصيات استدامة وصمود الموروث الحضاري والثقافي للبلدان الافريقية ضد التأثيرات الخارجية، أكد التوفيق على إمكانية تجديد التعاون بين المغرب والبلدان الإفريقية في المجال الديني وذلك من خلال وضع تجربة ونموذج المملكة في مجال تدبير الشأن الديني رهن إشارة هذه البلدان، عبر تكوين الأئمة الأفارقة بمعهد محمد السادس وخلق مؤسسة محمد السادس خاصة بالعلماء الأفارقة وإرساء وخلق تعاون بناء بخصوص تنظيم التعليم الديني ونقل خبرة المغرب بشأن تدبير المهام الدينية على المستوي التنظيمي والمالي.

من جهة أخرى قال مستشار الملك، أندري أزولاي في نفس الندوة، إن انتماء المغرب لإفريقيا ليس انتماء “ظرفيا” ولا ثمرة إستراتيجية سياسية، بقدر ما يتعلق الأمر بانتماء لحضارة عظيمة.

وأوضح أزولاي أن “انتماءنا لإفريقيا ليس فقط انتماء ظرفيا، وهو ليس ثمرة إستراتيجية سياسية (…)، بقدر ما هو انتماء لحضارة عظيمة”.

وأكد أزولاي أنه “يتعين علينا أن نتحلى بشكل جماعي بروح الصمود (…) باسم تاريخنا، ودياناتنا، وقيمنا، وباسم هذا المشروع الرائع المتمثل في مغرب جديد”، مشددا على هذا “التنوع الذي أعيد إحياؤه وبناؤه، وتبنيه، والذي هو ملك لنا”.

وأضاف “إنه امتياز وافتخار أن نعبر بطريقة بسيطة لا يلفها الغموض. فنحن المغاربة لدينا من المشروعية ما يؤهلنا لنقول، في الآن ذاته، من نحن ونعبر عن عمق قيمنا”.

 

التعليقات على بعد درسه الحسني “التكفيري”.. التوفيق: الانشغالات التي يعيشها العالم تستدعي الإنصات مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

البرلمانية اليسارية التامني لـ”الأول”: “تعرضت للسب والتجريح بسبب رفضي لاستغلال مكان للعبادة للتّحريض ضدّ الحداثيين”

في أول تعليق للبرلمانية فاطمة الزهراء التامني، عن حزب فدرالية اليسار الديمقراطي، بعد الهجو…