“حكاية صحفية”.. زاوية نسعى من خلالها إلى استعادة وقائع ومواقف مفارِقة أو مفاجئة أو صعبة.. حدثت لصحفيات وصحفيين مغاربة خلال مسارهن ومسارهم المهني. يحكيها كل يوم زميل أو زميلة على موقع “الأول”

هشام حديفة
في فبراير 2006، قمنا في مجلة «لوجورنال» بإنجاز عدد خاص من عشر صفحات حول الرسول محمد، وذلك في العدد رقم 242 المؤرخ بين 11 و17 فبراير 2006.
يوم 13 فبراير، بثت النشرات الاخبارية المسائية بالقناتين الثانية والأولى روبورتاجا، لما قالت إنها وقفة احتجاجية أمام البرلمان، ضد   «نشر لوجورنال رسما كاريكاتوريا مسيئا للرسول»، ولم تتردد القناة الثانية، في القول إن مجلة لوجورنال «معروفة بصدم الرأي العام بمواقفها المتعارضة مع القيم المقدسة لبلدنا». بل إن دوزيم ذهبت إلى حد القول إن «المجلة حاولت إلغاء هذا الاحتجاج». قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء بدورها ذهبت في نفس الاتجاه في تغطيتها لهذا الحدث. وبذلك أصبحنا مستهدفين من قبل الإعلام الرسمي، الذي اتهمنا بالإساءة إلى شخص الرسول محمد، وذلك بنشرنا رسوما مشينة بالرسول.
14 فبراير، على الساعة التاسعة صباحا، أقام رجال الأمن طوقا أمنيا أمام المبنى الذي يتواجد فيه مقر “لوجورنال”، وأخبرونا بأنه من المتوقع تنظيم مظاهرة ضد «نشر المجلة لرسوم كاريكاتورية للرسول». ساعة بعد ذلك، سيارات تابعة للمجلس الجماعي تضع العشرات من الأشخاص أمام المجلة. نساء، رجال وأطفال مؤطرون من قبل رجال سلطة تابعين للعمالة والجماعة. بدأوا مظاهرتهم وهم يحملون مكبرات الصوت ويرفعون شعارات موجهة للمجلة كـ «خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سيعود» أو «بالروح بالدم سننتقم لك يا رسول الله » وهو مايعد دعوة للانتقام من صحافيي لوجورنال.
كان الملف الذي أنجزناه حول الرسول محمد، استطلاعا للرأي وتحاليلا لمختصين في الإسلام. وقد تصادف خروجه مع نشر رسوم كاريكاتور للرسول محمد في جرائد دانماركية، وهذا كان هو الخبر الأساسي في “لوجورنال”. الصورة، التي أصبحت موضوع الشائعات المضخمة من قبل السلطة وإعلامها، ليست إلا رسما صغيرا في مؤطر داخل الملف فيما يظهر قارئ لجريدة “فرانس سوار” يمسك بين يديه نسخة أعادت نشر 12 من الرسوم الكاريكاتورية الدانماركية. هذا الرسم الصغير الذي لم يعد ظاهرا بتاتا بسبب خربشة المداد في المطبعة قبل الخروج إلى الأكشاك.
داخل هيئة تحرير “لوجورنال”، قررنا تخصيص العدد الموالي لما حدث، وتكلفت أنا والصحفي عمر بروكسي بإجراء تحقيق في الموضوع والذي خلصنا فيه، من خلال شهادات صحفيين من هيئة تحرير القناة الثانية وأشخاص جاؤوا للاحتجاج أمام المجلة، بأنها كانت عملية اتخذت من قبل الجهاز الأمني للدولة من أجل تسويد صورة “لوجورنال”. وسائل تتخذ من قبل «دولة مارقة» وهذا هو العنوان الذي وضع على صفحة المجلة في العدد الذي نشر فيه هذا التحقيق الذي كشف وسائل وطرق تستعملها الدولة كنا نعتقد أنها اختفت في تلك الحقبة من «العهد الجديد»..

التعليقات على هكذا حاربت «الدولة المارقة» مجلة “لوجورنال” المزعجة مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…