بعد الطلب غير المسبوق الذي تقدمت به تنسيقية المغاربة المسيحيين للسلطات، قصد السماح لها بتنظيم أعياد ميلاد المسيح بشكل شبه علني بأحد فنادق الدار البيضاء، وإصدرها بلاغا تقول فيه: “نشيد بالتصريحات الملكية غير المسبوقة ونعتبرها إنصافا لنا نحن المغاربة المسيحيون باعتبارنا مؤمنين”، والدعاء للملك بصيغة: “نصلي للرب إلهنا خالق السماء والأرض أن يحفظ أمير المؤمنين الملك محمد السادس وكل الأسرة الملكية”.. سأل موقع “الأول” أربعة فاعلين مغاربة عن الموضوع: المؤرخ المعطي منجب. والمتخصص في الأديان المقارنة مصطفى بوهندي. والإسلامي عبد العزيز أفتاتي. والشاعر المدافع عن الحريات الفردية صلاح الوديع، فجاءت أجوبتهم كالتالي:

إنجاز: علي جوات

المعطي منجب: الملك يعترف بالمسيحيين المغاربة

maati-monjib-face

إذا عدنا إلى التاريخ فإن مفهوم إمارة المؤمنين كان مقصودا به في عهد عمر ابن الخطاب، هو أمير المسلمين خلال الحرب، والمؤمنون هم المسلمون، لأن الدين الحق –في الاسلام- هو الإسلام.

والتصريح الملكي بمدغشقر يتجه في سياق تصريحات سابقة لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد توفيق الذي كان قد صرح بنفس الشيء، وهي عموما تصريحات إيجابية من حيث وقعها السياسي، لأن الملك من خلال هذه التصريحات يعترف بالمسيحيين المغاربة، كما كان الحال عليه بالنسبة للمغاربة اليهود.

أمر آخر يجب الانتباه إليه، فالتصريحات الملكية إياها كانت في بلد آخر هو مدغشقر. فهل الملك يقصد أمير لكل المؤمنين في المغرب أم في العالم؟

أما بخصوص التنصيص دستوريا على حرية المعتقد، فلو أننا كنا في بلد ديمقراطي لفهمنا أن تصريح الملك في مدغشقر يعني أوتوماتيكيا التنصيص على حرية المعتقد في تعديل دستوري، لكن طالما أن المغاربة بكل أديانهم ومعتقداتهم لم يساهموا في صياغة الدستور، عبر آليات ديمقراطية، فلا يمكننا الحديث عن ذلك.

عبد العزيز أفتاتي: دعاوى المسيحين المغاربة هامشية

60453b1298d641a0b914541425a2efcachaabi

إن دعاوى هؤلاء المسيحين المغاربة هامشية بالقياس إلى ما يوجد داخل المجتمع، حيث لا جدوى من تضمينه دستوريا خصوصا وأن المجتمعَ المغربي مجتمعٌ منفتح.

إن القانون تؤطره قناعات وقيم وثقافة مجتمعية عامة معينة، بحيث لا يمكن للأمور الهامشية أن تؤطره، كما أنه من الخطأ أن نعالج كل شيء بالقانون، وعلى أصحاب دعوات التنصيص على حرية المعتقد في الدستور أن يستفيدوا من الانفتاح المجتمعي الحاصل والإنكباب على الحوار، عوض الإصرار على القانون الذي يصبح استفزازا لشرائح واسعة داخل المجتمع.

مصطفى بوهندي: كلام الملك رافعة لبناء مغرب متعدد ومتسامح

877f5bef6976e05b2a2cf17eb3965626

أمير المؤمنين هو لجميع المواطنين المغاربة، لأن المغرب كان تاريخيا يحمي جميع المغاربة بكل أديانهم، ولنا مثال في اليهود المغاربة الذين كانت لهم ولا زالت محاكم خاصة بهم، ولذلك فالجميع يعترف ويشيد بسماحة المغرب.

إن الدستور المغربي يتضمن الحق في اختيار المعتقد طالما أنه يتحدث عن المواطن المغربي عموما وليس مكون من المكونات، كما أن كلام جلالة الملك هو رافعة حقيقية لبناء مغرب متعدد ومتسامح.

 

صلاح الوديع: “البيجيدي” طالب باحترام حرية المعتقد

1455023384_650x400

لقد ثمّننا في بياننا الأخير في “حركة ضمير” التصريح الملكي في مدغشقر واعتبرناه رافعة لمحاربة التطرف ونبذ الإرهاب، كما أعلننا عن موقفنا الثابت من التنصيص على حرية المعتقد في الدستور المغربي. لكننا نسجل صمت مختلف الفاعلين السياسيين والثقافيين في التعبير عن مواقفهم في هذا الموضوع.

من حق هذه المكونات الدينية داخل المجتمع أن تشيد بالتصريحات الملكية ومن حقها أن تدفع في اتجاه التنصيص القانوني على حقوقها، فهذا لا ينفي التعدد الموجود في المغرب تاريخيا.

وتجدر الإشارة إلى أننا في “حركة ضمير” نظمنا ورشا في موضوع حرية المعتقد، خلال أشغال المنتدى العالمي لحقوق الإنسان سنة 2014، وقد تم الترحيب به حتى من طرف الإسلاميين، كما أن المؤتمر الأخير لحزب العدالة والتنمية أقر بوجوب احترام حرية المعتقد.

التعليقات على الملك يعترف بالمسيحيين المغاربة.. و”البيجيدي” يطالب باحترام حرية المعتقد مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…