بمناسبة ذكرى عاشوراء، أعاد موقع العدل والإحسان مقتطفا من كتابات مؤسس الجماعة الراحل عبد السلام ياسين، حول واقعة اغتيال الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء، مما جاء فيه أن “استشهاد الإمام الحسين جرح في جنب الأمة. فأما الشيعة فجعلوا دمه لعنة على الملك العاض الظالم السفاك. لعنة بقيت تلتهب في الصدور. فمثال الحسين عليه السلام اليوم رمز لإخوتنا الشيعة، بل واقع متجدد عميق في وِجدانهم وأعيادِهم وخطبهم”.

هذا الموقف (لعنة على الملك العاض الظالم السفاك) يتقاطع مع موقف الجماعة من النظام القائم، أكثر مما يتقاطع مع موقف عدد من المجموعات الشيعية المغربية، مثل “الخط الرسالي” و”هيئة شيعة طنجة” الذين لا يجدان مشكلا مع نظام الملكي القائم بالمغرب، والذي تعتبره جماعة العدل والاحسان “حكما عاضا”. فهل العدل والإحسان شيعة (سياسيا) أكثر من الشيعة؟

هذا نص المقتطف:

كان عليه السلام ريحانةَ جده، وساعِدَ أبيه. شاركه في حروبه إلى جانب أخيه الحسن. فلما ولِيَ الحسنُ الإمامةَ بعد أبيه دخل في طاعته، وآزره، وحضر الشرط المشروط على معاوية عند الصلح. وبعد أنْ سَمُّوا الإمام الحسن بدأ اضطهـاد آل البيت. فقُتل أنصارُهم أمثالُ حُجْرِ بنِ عَدِيٍّ الصحابي. وقُطِعت أرزاقُ العَلَويِّينَ. وطُورِدُوا حين التفّوا حول الإمام الحسين بعد مقتل أخيه. فلما تولى يزيد بن معاوية الأمر عن بيعة كان فيها الإكراه، وانفتحت لِغِلْمة قريش أبوابٌ كان يُغلقها سِياسةُ مشايخهم من قبل. كان يزيد شابا لعوبا طائشا متهـورا. فلم يكن بُدّ من أن ينهض السبطُ الزكيُّ الطاهر لمقاومة الفاسق العِربيدِ.

أبى الإمام السبط أن يبايع يزيدا، فهاجر من المدينة إلى مكة. وإلى هناك كاتَبَهُ شيعة الكوفة، وواعدوه بالنُّصرة إن هو جاء إليهم. وكتب إلى الأتباع وعامة الناس هذا البيان الذي يحدد فيه موقفه وبرنامجه: “أما بعد فإني لم أخرج أشَراً ولا بَطَراً ولا مُفسدا ولا ظالما. وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه وسلم. أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر، وأسيرَ بسيرة جدي وأبي علِيٍّ بن أبي طالب. فمن قبِلني بقَبول الحق فالله أولى بالحق. ومن رد علي هذا أصْبِرْ حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق. وهو خير الحاكمين” .

ونهض الإمام إلى العراق بعد أن بعث ابن عمه مسلم بن عقيل ليمهد له الأمر. لكن العشائر التي كانت متحمسة له خذلته لَمّا رأت جيوش يزيد المجَيَّشة وبأْسَها. ووقعت كارثةُ كربلاءَ، وهي الخَرْم العظيم في تاريخنا، بأبي وأمي سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم!

استشهاد الإمام الحسين جرح في جنب الأمة. فأما الشيعة فجعلوا دمه لعنة على الملك العاض الظالم السفاك. لعنة بقيت تلتهب في الصدور. فمثال الحسين عليه السلام اليوم رمز لإخوتنا الشيعة، بل واقع متجدد عميق في وِجدانهم وأعيادِهم وخطبهم…

 

التعليقات على هل العدل والإحسان شيعة؟ “دم الحسين لعنة على الملك العاض الظالم” مغلقة

‫شاهد أيضًا‬

عاجل.. مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019

صادق مجلس النواب في جلسة عمومية، اليوم الجمعة، بالأغلبية على مشروع قانون المالية لسنة 2019…